كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أثارت حادثة اغتيال الشيخين رائد حكمت المتني وماهر فلحوط، رجلَي دين من الطائفة الدرزية، صدمة واسعة في السويداء السورية، وسط تفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، وتحذيرات من موجة عنف محتملة.
وقالت مصادر محلية إن الحرس الوطني في السويداء اعتقل المتني وفلحوط بتاريخ 29 نوفمبر 2025، قبل أن يتم العثور على جثتيهما بعد منتصف ليلة 1 ديسمبر أمام بوابة “المشفى الوطني” في مدينة السويداء. وأفاد ناشطون بأن الفيديوات والصور التي تم تداولها أظهرت آثار تعذيب على الشيخين، مع حلق لحيتهما وشاربهما قسراً قبل وفاتهما.
وأدى الحادث إلى موجة غضب في المجتمع الدرزي، حيث وصف ناشطون الجريمة بأنها “استعراض دموي للقوة” من قبل ميليشيات الحرس الوطني، بهدف كسر شوكة المعارضين، في حين دعت مجموعات أخرى إلى تدخل الدولة لوقف العنف وضمان حماية المواطنين. كما حاول بعض المؤيدين للميليشيات تبرير الحادثة على أنها جزء من حملة أمنية ضد “مؤامرة” مزعومة، لكن هذه التبريرات قوبلت برفض شعبي واسع.
ويظل العديد من التفاصيل غير واضحة حتى الآن، إذ لم تصدر أي جهة رسمية بياناً بشأن سبب الوفاة أو نتائج التحقيق، ولا يزال غير معروف ما إذا كانت الاعتقالات مستمرة أم أن الحادثة كانت موجّهة ضد الشيخين فقط.
تفاعل المجتمع المحلي والعالمي على وسائل التواصل الاجتماعي انعكس في آلاف التغريدات والمنشورات التي أدانت الجريمة، واعتبرها البعض تهديداً للطائفة الدرزية بأكملها، مؤكدين ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
تأتي هذه الأحداث في سياق التوترات المستمرة في جنوب سوريا، حيث يظل الوضع الأمني هشاً، ويثير القلق حول تصاعد العنف واستهداف الشخصيات الدينية والمجتمعية في السويداء.


