كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
اكتملت قرعة كأس العالم 2026، وأسفرت عن وقوع منتخبات بلجيكا ومصر وإيران ونيوزيلندا معاً في المجموعة السابعة ويبدو أنها مجموعة في المتناول وفرصة للفراعنة لتسجيل حضور قوي في المونديال القادم.
شبكة The Athletic. قامت ناقشت كيف تأهلت هذه المنتخبات؟ وكيف تلعب؟ ومن هم أبرز الأسماء في كل فريق؟
تأهلت بلجيكا بسهولة نسبية. ورغم أن تعادلين أمام مقدونيا الشمالية وتعادلاً آخر مع كازاخستان أخّروا الحسم النهائي، فإن المنتخب البلجيكي أنهى مشواره في التصفيات من دون أي هزيمة في مبارياته الثماني.
ولم يكن متوقعاً أن تواجه بلجيكا مجموعة صعبة للغاية، خاصة أن آخر خسارة لها في تصفيات كأس العالم أو كأس أوروبا تعود إلى أكثر من عقد، عندما سقطت أمام ويلز. لكن البلجيك ردّوا الدين في هذه التصفيات، إذ كانت ويلز أقرب منافسيهم على صدارة المجموعة وستخوض الملحق الأوروبي في مارس، غير أنها خَسِرت أمام بلجيكا 4 – 3 ثم 4 – 2 في المواجهتين المباشرتين.
ما هو سجلهم في كأس العالم؟
بدأت بلجيكا في ترك بصمة حقيقية في كأس العالم عام 1986، عندما أنهت البطولة في المركز الرابع، بعدما حرمها الأرجنتيني دييغو مارادونا من بلوغ النهائي. في تلك النسخة، نال إنزو شيفو جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، قبل أن يساعد بلاده على تجاوز دور المجموعات مرة أخرى بعد أربع سنوات.
لكن بلجيكا لم تُعامل بوصفها قوة كروية كبرى إلا في مونديال 2014، حين بلغت ربع النهائي قبل أن تودّع على يد الأرجنتين مجدداً. ثم جاءت نسخة روسيا 2018، حيث دخلت بلجيكا البطولة بين أبرز المرشحين، لكنها خَسِرت أمام فرنسا (حاملة اللقب لاحقاً) في نصف النهائي بهدف دون رد، في نتيجة عُدّت فرصة ضائعة لجيل مليء بالجودة. أما الفشل في تجاوز دور المجموعات في 2022 فاعتُبر على نطاق واسع إعلاناً عن نهاية مرحلة «الجيل الذهبي» الذي تقدّم به العمر معاً.
من هو المدرب؟
يتولى الفرنسي رودي غارسيا قيادة المنتخب البلجيكي. تولى المنصب في يناير خلفاً للإيطالي – الألماني دومينيكو تيديسكو، الذي لم ينجح في البناء على إرث السنوات الست للمدرب السابق روبرتو مارتينيث، التي قضت بلجيكا نصفها في صدارة تصنيف «فيفا» للمنتخبات.
قاد غارسيا منتخب بلجيكا إلى انتصار في ملحق دوري الأمم الأوروبية أمام أوكرانيا بنتيجة إجمالية 4 – 3 في مارس، ليحافظ على وجود «الشياطين الحمر» في المستوى الأول من البطولة. صنع غارسيا اسمه في عالم التدريب من بوابة الأندية، حيث فاز بالدوري الفرنسي مع ليل عام 2011، ثم أنهى الدوري الإيطالي في المركز الثاني مرتين متتاليتين مع روما في 2014 و2015. ويُعرف بأسلوب لعب هجومي جذّاب، كما قاد ليون إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020 بإقصاء مانشستر سيتي، قبل أن يتراجع بريقه في السنوات الأخيرة عقب تراجع أداء نابولي بعد توليه المسؤولية في صيف 2023.
وكانت آخر محطاته قبل منتخب بلجيكا في الدوري السعودي للمحترفين مع نادي النصر، لكن الطرفين اتفقا على فسخ العقد بعد عشرة أشهر، في وقت كان فيه الفريق متأخراً عن الاتحاد في جدول الترتيب، في ظل تقارير عن علاقة غير مريحة بين غارسيا ونجمه كريستيانو رونالدو.
كيف يلعب المنتخب البلجيكي؟
اعتمد غارسيا حتى الآن على الرسم الخططي 4 – 3 – 3، في تناقض واضح مع كثرة تغييرات تيديسكو في الخطط خلال فترته. وقد أشاد الظهير الأيمن توماس مونييه بالطريقة التي نفخ بها المدرب الجديد روح التفاؤل في المجموعة، من خلال تركيز كبير على الاستحواذ والضغط العكسي. وأظهر غارسيا جرأة في منح الفرصة لعدد من الوجوه الجديدة، مثل لاعب وسط رينجرز نيكولا راسكين، والظهير خواكين سايس من كلوب بروج.
على مستوى الدفاع، بدأ لاعبون من أمثال زينو ديباست (سبورتينغ لشبونة) وكوني دي وينتر (ميلان) وماكسيم دي كويبر (برايتون آند هوف ألبيون) في حمل الراية التي تركها خط ظهر «الجيل الذهبي» الذي ضم فينسنت كومباني، وتوبي ألدرفيريلد، ويان فيرتونغن، وتوماس فيرمايلن.
أما في الأطراف الهجومية، فيتمتع غارسيا بوفرة واضحة؛ فقد استخدم جيريمي دوكو ولياندرو تروسار وشارل دي كيتيلاري وألكسيس سايليماكرس ومالك فوفانا، لكن دوكو يبرز أكثر فأكثر باعتباره التهديد الأهم.
من هو اللاعب الأهم؟
جيريمي دوكو. الجناح البالغ من العمر 23 عاماً مع مانشستر سيتي، رفع مستواه بشكل ملحوظ هذا الموسم على صعيد الأندية، ويبدو أنه يتحمل مسؤوليات أكبر مع المنتخب أيضاً. شارك أساسياً في المباريات الثماني للتصفيات، وسجل خمسة أهداف وصنع ثلاثة، متنقلاً بين الجناحين الأيمن والأيسر.
ولا يزال بإمكان لاعب وسط نابولي كيفن دي بروين أن يكون «العقل المدبر» للفريق، بفضل رؤيته الفائقة في التمرير، متى عاد من إصابته القوية في العضلة الخلفية التي تعرض لها في أواخر أكتوبر، لكنه يتباطأ مع تقدّم العمر (سيبلغ 35 عاماً خلال المونديال). مع ذلك، يبدو أن دوكو هو اللاعب الذي تحاول بلجيكا إيصال الكرة إليه بأكبر قدر ممكن، بفضل قدرته الفريدة في المواجهات الفردية.
ما الذي ينبغي معرفته أيضاً عن بلجيكا؟
استعاد المنتخب حارسه المخضرم تيبو كورتوا بعد مقاطعته الشهيرة للمشاركة تحت قيادة تيديسكو. حارس ريال مدريد كان قد دخل في خلاف مع المدرب السابق، وقال في أغسطس 2024 إنه لن يضيف إلى رصيده البالغ حينها 102 مباراة دولية ما دام تيديسكو في مقاعد البدلاء. لكن الحظ خدم كورتوا؛ إذ لم ينتظر سوى ستة أشهر تقريباً قبل أن يعود إلى التشكيلة بعد بطولة أوروبا، إثر جلسات تفاهم مع غارسيا.
مع ذلك، عرفت بلجيكا مشكلات داخلية في السابق، كان من أبرزها الخلاف بين دي بروين وفيرتونغن في كأس العالم الأخيرة حول تصريحات لاعب الوسط بشأن تقدّم خط الدفاع في العمر.


