الأخضر» يصعُد: لماذا ارتفع الدولار العالمي وكيف يؤثر على الأسواق؟

كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية

شهد الدولار الأمريكي صباح اليوم ارتفاعاً طفيفاً مقابل معظم العملات الرئيسة، في ظل ترقّب لخفض محتمل في أسعار الفائدة من Federal Reserve الأميركية وتخفيف لسيولة الأسواق مع حلول عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. 

تفاصيل الحركة 

الدولار الأمريكي ظل مستقراً إلى مرتفعٍ قليلاً عند حوالي ¥ 156.53 ينّ ياباني لكل دولار، في ظل تخوّف المستثمرين من تدخل محتمل من حكومة اليابان لإنقاذ عملتها. 

مقابل اليورو، تداول الدولار عند نحو US $ 1 = € 1.1520 تقريباً، مع تثبّت اليورو عند هذا المستوى بدعم من توقعات بأن خفض الفائدة الأميركية قد يكون أقل سرعة مما يعتقد البعض. 

الجنيه الإسترليني تقدّم بعض الشيء، إذ جرى تداوله عند نحو US $ 1 = £ 1.3097 تقريباً، مع ترقب لميزانيةٍ بريطانية جديدة تُعلن هذا الأسبوع. 

الأسباب الكامنة وراء صعود الدولار 

1. ترقّب خفض الفائدة الأميركية: رغم التوقعات المنتشرة حول احتمال خفض الفائدة في ديسمبر، إلّا أن بعض المسؤولين في الفيدرالي الأميركي حذّروا من الإسراع في الخطوة، مما يجعل الدولار يبدو نسبياً أكثر جذباً من البدائل. 

2. ضعف اليورو والينّ: ضعف الينّ الياباني، الذي ارتفع ضغطه من تدخل حكومي محتمل، أدى إلى زيادة الطلب على الدولار كملاذ نسبي آمن. اليورو أيضاً لا يزال تحت ضغط من النمو الأضعف في منطقة اليورو. 

3. سيولة مُخفّفة مع عطلة الولايات المتحدة: مع حلول عطلة عيد الشكر (Thanksgiving) يواجه السوق انخفاضاً في حجم التداول، ما يجعل تحركات العملات أكثر عُرضة للتقلّب ويُعزّز الميل نحو الأصول الأكثر أماناً، مثل الدولار. 

تأثيرات متوقّعة للأسواق 

ارتفاع الدولار يجعل الصادرات الأميركية أقل تنافسية، وقد يُثبّط بعض الطلب العالمي على السلع الأميركية.

العملات المرتبطة بالدولار أو التي تُموّل بالعملات الأجنبية قد تشهد ضغوطاً إضافية، ما قد يزيد من تكلفة خدمة الديون المقومة بالدولار.

بالنسبة للأسواق المرتبطة بالسلع (commodities)، دولار أقوى يشكّل عادة ضغطاً لأسعار السلع المقوّمة به (مثل الذهب والنفط)، وقد نرى تراجعاً طفيفاً أو تباطؤاً في الارتفاع.

ماذا يعني هذا للمستهلك في مصر؟

في مصر، هذا الصعود في الدولار يعني ضغطاً أكبر على أسعار الاستيراد، ما قد يؤدي إلى ارتفاع في بعض السلع المستوردة، أو التأثير على القدرة الشرائية بالجنيه المصري. كما أن الشركات التي تعتمد على تمويل خارجي بالدولار قد تواجه تكلفة أعلى.