كتب : يسرا عبدالعظيم
وزير الدفاع الإيراني: “نحن جاهزون للرد العسكري…وهم من اجبروا على انهاء حرب ال12يوم ”
أكد عميد عزيز (أمير) نصير زادة، وزير الدفاع الإيراني، أن الحديث المتكرر عن «إمكانية شن هجوم عسكري» ضد إيران يُعد جزءًا من حرب نفسية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي والضغط على الاقتصاد الوطني، ودعا المواطنين إلى الوعي وعدم الانجرار وراء هذه الرسائل.
وقال نصير زادة في مقابلة تلفزيونية رسمية إن نشر تهديدات وهواجس الحرب يهدف إلى خلق حالة قلق تُؤثر في سوق المال والأسعار والحياة اليومية، مضيفًا أن هذه الأساليب تشكل «البعد الناعم» من الحرب المعاصرة (ما يُطلق عليه أحيانًا الحرب المعرفية أو السيكولوجية)، وأن على الجمهور الحفاظ على روتينه وتوخي الحذر من التضخيم الإعلامي.
الاستعداد العسكري والدرس من «حرب الـ12 يومًا»
جدد الوزير تأكيده أن القوات المسلحة الإيرانية جاهزة للرد دفاعيًا على أي عدوان مفروض، وأن واجب الجيش الدفاع عن البلاد واجب محوري لا تنازل عنه. وأشار نصير زادة إلى أن الرد الإيراني في الهجمة الأخيرة أنجَز ما وصفتها طهران بأنها «إجبار العدو على قبول وقف إطلاق النار» خلال ما سُمّي بـ«حرب الاثني عشر يومًا».
كما نوّه أن تجربة القتال الأخيرة أعطت طهران خبرات في مواجهة التعديات الجوية والردع، وأن لدى البلاد القدرة على حماية منشآتها ومصالحها الإقليمية، مشدداً على أن أي فرض حرب سيكون موضع ردّ حاسم من القوات المسلحة.
كما طرح نصير زادة رابطًا واضحًا بين خطاب التهديد الخارجي وتأثيره على الاستقرار الاقتصادي الداخلي، محذّرًا من أن إشاعات أو ترويج سيناريوهات اقتتال قد تُستخدم لزيادة التضخم وزعزعة الثقة بالمؤسسات. ودعا إلى «التعامل الواعي» مع الأخبار العسكرية والاعتماد على القنوات الرسمية لتفادي الذعر الاجتماعي.
تأتي تصريحات وزير الدفاع في سياق توتر إقليمي مستمر بعد تبادل ضربات وتصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل في أشهر أعقبت هجمات على منشآت إيرانية وعمليات إيرانية مضادة، وانتهت في أحد المسارات بوقف لإطلاق النار بعد مواجهات استمرت أيامًا عدة. وقد حفز هذا المناخ تحركات عسكرية وإعلان تدريبات وتمركزات في بحر عُمان والمحيط الهندي من جانب إيران.
من خلال هذه التصريحات يضع نصير زادة التركيز على عنصرين متوازيَين: الأول — طابعه داخلي — هو التحذير من أثر «الحرب النفسية/المعرفية» على السلم الاجتماعي والاقتصادي. الثاني — بطابعه خارجي — هو التأكيد على الاستعداد العسكري والقدرة على الردّ حال فُرض عدوان.
تصريحات الوزير تعكس استراتيجية إيرانية مزدوجة: التهدئة الخطابية داخليًا (لتفادي الذعر) والإبقاء على لهجة ردع صارمة تجاه أي عدوان خارجي، مستندةً إلى تجربة المواجهة السابقة.


