كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، أن الإدارة الأمريكية رفضت بشكل قاطع أي مقترحات إسرائيلية لتقليص حجم المساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة، رغم الضغوط المتزايدة من حكومة تل أبيب التي تسعى لتقييد تدفق الإمدادات إلى القطاع في ظل استمرار العمليات العسكرية.
وبحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن مسؤولين إسرائيليين حاولوا خلال الأسابيع الماضية إقناع واشنطن بضرورة تخفيض حجم القوافل الإنسانية التي تدخل إلى غزة عبر المعابر المصرية، بحجة أن بعض تلك المساعدات تصل إلى حركة حماس أو تُستغل لأغراض غير مدنية، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت الطرح بشكل واضح وأكدت التزامها بمواصلة تقديم الدعم الإنساني دون انقطاع.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية أن واشنطن شددت على أن المساعدات الغذائية والطبية والوقود تُعد جزءًا من التزاماتها الدولية تجاه المدنيين، مشيرة إلى أن أي تقليص في الإمدادات سيُفاقم الأزمة الإنسانية ويضر بصورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي.
كما أوضحت المصادر أن الموقف الأمريكي جاء بعد تقييم مشترك بين وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، حيث خلصت التقارير إلى أن أوضاع المدنيين في غزة لا تزال متدهورة للغاية، وأن أي تقليص للمساعدات سيؤدي إلى “نتائج كارثية” من الناحية الإنسانية.
وفي المقابل، عبّر مسؤولون إسرائيليون عن استيائهم من الموقف الأمريكي، معتبرين أن واشنطن “تتعامل بقدر كبير من الحذر السياسي على حساب الأهداف الأمنية الإسرائيلية”، خاصة مع استمرار المطالبات داخل الحكومة الإسرائيلية بتشديد الحصار وإغلاق المعابر بشكل كامل.
وتشير التقارير العبرية إلى أن هذه الخلافات تأتي في وقت تسعى فيه واشنطن للحفاظ على توازن دقيق بين دعمها لإسرائيل من جهة، وضمان عدم تدهور الوضع الإنساني في غزة من جهة أخرى، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة التي تطالب بوقف استهداف المدنيين وفتح مسارات آمنة لتوصيل المساعدات.
ويُذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أكدت في تصريحات سابقة أن المساعدات إلى غزة “لن تتوقف مهما كانت الاعتبارات السياسية”، مشددة على أن حماية المدنيين الفلسطينيين تظل أولوية رئيسية في السياسة الأمريكية تجاه الصراع.


