كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تصاعدت التساؤلات مؤخرًا حول إمكانية التخلص من النفايات الفضائية عبر تفجيرها بعيدًا عن المدار الأرضي، في ظل تزايد المخاطر المرتبطة بكثرة الأقمار الصناعية والحطام الفضائي الذي يهدد المحطات والمهمات الفضائية المستقبلية.
ويشير خبراء الفضاء إلى أن تفجير النفايات الفضائية فكرة جاذبة من الناحية النظرية، لأنها قد تقلل من التكدس في مدارات الأرض المنخفضة، لكن تطبيقها على أرض الواقع يحمل تحديات كبيرة. فالحطام الناتج عن التفجيرات يمكن أن يتحول إلى قطع صغيرة متسارعة تنتشر في المدار، ما يزيد من مخاطر الاصطدام بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الأخرى.
وأضاف العلماء أن التحكم في مسار هذه القطع الصغيرة يكاد يكون مستحيلاً، وأنه حتى تفجير النفايات بعيدًا عن الأرض لا يعني بالضرورة التخلص من المخاطر بالكامل، إذ يمكن أن تبقى بعض الشظايا في مدارات طويلة المدى، مهددة بالتصادمات المستقبلية.
وأشار خبراء آخرون إلى أن هناك بدائل أكثر أمانًا لإدارة النفايات الفضائية، مثل تكنولوجيا “سحب الحطام” باستخدام أذرع روبوتية أو شباك مخصصة، أو دفع الأقمار الميتة إلى مدارات منخفضة تحترق فيها عند دخول الغلاف الجوي، ما يقلل من فرص انتشارها كحطام.
وتوضح الدراسات الحديثة أن أي محاولة لتفجير النفايات في الفضاء يجب أن تراعي قوانين الفضاء الدولية، التي تفرض مسؤولية الدول عن أي أضرار تلحق بالأقمار الصناعية أو المركبات الفضائية الأخرى، وهو ما يجعل من التفجير خيارًا محفوفًا بالمخاطر القانونية والفنية.
واختتم خبراء الفضاء حديثهم بالتأكيد على أن إدارة النفايات الفضائية مسألة حيوية لمستقبل النشاط الفضائي، وأن الحلول المستدامة تتطلب تطوير تقنيات دقيقة وآمنة للتخلص من الحطام، مع التعاون الدولي لضمان سلامة جميع المهمات الفضائية والحفاظ على مدارات الأرض من الازدحام الخطير.


