كتب : دينا كمال
نيسان تغلق استوديوهات التصميم في أمريكا والبرازيل لرسم مستقبل أسرع
في وقت ينشغل فيه العالم بالسباق نحو السيارات الكهربائية والذكية، اتخذت نيسان قرارًا جديدًا قد يغيّر ملامح مستقبلها التصميمي. فإغلاق اثنين من أبرز استوديوهاتها في كاليفورنيا والبرازيل لا يُعد مجرد تقليص للنفقات، بل رسالة واضحة أن الشركة اليابانية تستعد لمرحلة أكثر تركيزًا وجرأة، حيث تهدف لإعادة صياغة هويتها البصرية وتسريع وتيرة ابتكاراتها في سوق يزداد اشتعالًا يومًا بعد يوم.
يأتي القرار ضمن برنامج ضخم يُعرف باسم Re:Nissan، يهدف إلى إعادة هيكلة عمليات الشركة عالميًا. وتشمل الخطة خفض عدد الموظفين بما يصل إلى 20 ألف موظف، وتقليل التعقيد في قطع الغيار بنسبة 70%، بالإضافة إلى خفض التكاليف المرتبطة بمشاريع التصميم بما يعادل 60 مليار ين ياباني (نحو 409 ملايين دولار).
وعلى الرغم من قسوته على المدى القصير، يُعد هذا التحرك خطوة ضرورية لضمان مرونة أكبر في المستقبل، خاصة مع المنافسة القوية من شركات مثل تويوتا وهيونداي وكيا التي تواصل التقدم بسرعة في مجالات التصميم والتقنيات الكهربائية.
بعد إغلاق Nissan Design America (NDA) في كاليفورنيا، وNissan Design Latin America (NDLA) في البرازيل، ستنقل نيسان ثقلها التصميمي إلى مواقع أخرى:
استوديو أتسوجي في اليابان سيصبح المركز العالمي الرئيسي لتصميم سيارات نيسان المستقبلية.
استوديو 6 في لوس أنجلوس سيتولى تصميم سيارات نيسان وإنفينيتي للسوق الأمريكي.
استوديو لندن سيواصل دعم تصميم سيارات منطقة أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأوروبا وأوقيانوسيا (AMIEO)، بالتعاون مع رينو.
وبهذا التوزيع الجديد، تركز نيسان على الجودة والسرعة بدل التشتت بين مراكز متعددة.
من أبرز أهداف خطة إعادة الهيكلة تسريع عملية تطوير السيارات الجديدة. فبعد أن كانت دورة تطوير طراز جديد تتجاوز 40 شهرًا، تخطط نيسان لتقليصها إلى نحو 37 شهرًا فقط، بينما ستصل مدة تطوير الموديلات المجددة (فيس لفت) إلى 30 شهرًا، مما يتيح للعملاء الحصول على سيارات جديدة بوتيرة أسرع.
وتعتبر هذه النقطة بالغة الأهمية في ظل التنافس الكبير بين الشركات على تقديم أحدث التصاميم وأسرع الابتكارات.
قد يبدو إغلاق استوديوهات التصميم في أمريكا والبرازيل قرارًا صادمًا لعشاق العلامة اليابانية، لكنه يعكس توجه نيسان نحو أن تصبح أكثر رشاقة وسرعة في اتخاذ القرارات. وفي وقت تتسابق فيه الشركات لإطلاق سيارات كهربائية وهوية تصميمية جديدة، اختارت نيسان التركيز على عدد أقل من المراكز لكن أكثر فعالية.
ويبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطوة في تعزيز مكانة نيسان عالميًا، أم أن تقليص استوديوهات التصميم سيؤثر على تنوع وجرأة ابتكاراتها؟ الأيام المقبلة ستكشف الإجابة، لكن المؤكد أن نيسان تدخل مرحلة جديدة من تاريخها بخطة شجاعة لا تقبل التردد.


