كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
إسرائيل – العرب نيوز
في تصريحات جديدة تعكس ملامح المرحلة المقبلة من الصراع في غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، أن انتهاء الحرب لن يتم قبل استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن – بحسب قوله – نزع سلاح حركة حماس بشكل كامل وضمان عدم قدرتها على إعادة بناء قوتها العسكرية.
وأكد نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية “مصممة على تحقيق أهداف الحرب حتى النهاية”، مشددًا على أن أي اتفاق أو تسوية سياسية “لن يكون له معنى ما لم يتم تفكيك البنية العسكرية لحماس وتجريدها من السلاح بالكامل”. وأضاف: “نحن نتحرك بخطوات مدروسة، ولن نقبل بوقف الحرب قبل تحقيق الأمن التام للإسرائيليين”.
وأوضح أن المرحلة الثانية من الاتفاق الجاري التفاوض عليه مع الوسطاء الدوليين تتضمن ترتيبات أمنية شاملة في قطاع غزة، تشمل آليات مراقبة وإشراف دولي لضمان عدم تهريب الأسلحة أو إعادة تشكيل فصائل مسلحة، مشيرًا إلى أن إسرائيل “ستحتفظ بحرية العمل الميداني” في حال رصد أي خرق أو تهديد مستقبلي.
وبحسب محللين إسرائيليين، فإن تصريحات نتنياهو تأتي في وقت تواجه فيه حكومته ضغوطًا داخلية متزايدة من المعارضة والرأي العام بسبب طول أمد الحرب والخسائر البشرية والاقتصادية، إلى جانب المطالب الدولية المتصاعدة بضرورة إنهاء العمليات العسكرية وفتح المجال أمام إعادة إعمار القطاع المنكوب.
وأشار مراقبون إلى أن حديث نتنياهو عن “المرحلة الثانية” يعكس تمسكه برؤية عسكرية بحتة لإنهاء الصراع، في مقابل تصاعد الدعوات من بعض أعضاء حكومته لتبني مقاربة سياسية أكثر مرونة تتيح التوصل إلى اتفاق شامل يشمل ترتيبات إنسانية وإدارية في غزة بإشراف إقليمي ودولي.
من جانبها، وصفت مصادر فلسطينية هذه التصريحات بأنها “تأكيد جديد على نية إسرائيل إطالة أمد الحرب وفرض شروطها بالقوة العسكرية”، معتبرة أن الحديث عن نزع سلاح حماس “يمثل محاولة لإلغاء المقاومة الفلسطينية من المشهد وفرض واقع جديد بالقوة”.
تأتي تصريحات نتنياهو بعد أيام من تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عن تقدم نسبي في المحادثات غير المباشرة بين تل أبيب والوسطاء بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المرحلي، لكن الخلافات حول البنود الأمنية تظل العقبة الأكبر أمام أي اختراق حقيقي في المفاوضات.
ويبدو أن الموقف الإسرائيلي الحالي يضع نزع سلاح حماس كشرط أساسي لإنهاء الحرب، ما يعني – وفق المراقبين – أن العمليات العسكرية في غزة قد تستمر لفترة أطول، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه وعدم وجود رؤية مشتركة حتى الآن حول مستقبل القطاع بعد انتهاء القتال.


