موانئ دبي العالمية تطلق تشغيلها الرسمي في ميناء طرطوس السوري

كتب : يسرا عبدالعظيم

موانئ دبي العالمية تطلق تشغيلها الرسمي في ميناء طرطوس السوري

أعلنت مجموعة موانئ دبي العالمية (“دي بي ورلد”) عن بدء عملياتها التشغيلية رسميًا في ميناء طرطوس السوري، بعد استلامه من الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، في خطوة تُعدّ محطة مهمة في تعزيز التعاون الاستثماري بين الإمارات وسوريا. 

تفاصيل الاتفاق والاستثمار

تم توقيع اتفاقية امتياز تمتد لمدة 30 عاماً بين الجانبين، تمنح موانئ دبي إدارة وتشغيل الميناء ضمن خطة استثمارية طُرحت بقيمة تصل إلى حوالي 800 مليون دولار. 

تقوم «دي بي ورلد» على تنفيذ خطة تطوير شاملة تشمل تحديث البنية التحتية، تعميق القنوات البحرية، تركيب معدات مناولة حديثة، وتطبيق نظام تشغيلي ورقمي لتعزيز الكفاءة التشغيلية للميناء. 

الاتفاقية تنص أيضاً على نسب مشاركة للدولة السورية، وتشمل تشغيلاً كبيراً للقوى العاملة المحلية (بحسب التصريحات الرسمية، أكثر من 90 % من العمالة ستكون سورية). 

الأهمية الاستراتيجية

ميناء طرطوس يقع على ساحل البحر المتوسط الشرقي، ويُعد بوابة بحرية هامة تُستخدم لاستقبال السفن التجارية والتصدير والاستيراد، ما يمنحه موقعاً استراتيجياً في سلاسل الشحن الإقليمية.

دخول موانئ دبي العالمية للإدارة التشغيلية يعكس ثقة المستثمرين الأجانب في سوريا، ويُعد إشارة إيجابية نحو تعافي القطاع اللوجستي هناك.

المشروع قد يعزّز التجارة السورية ويعيد تنشيط موقع البلاد كمحور لوجستي إقليمي، خاصة إذا اكتملت مرافقه وجذب شركات ملاحة دولية كبيرة.

التحديات والفرص

فرص: رفع القدرة التخزينية، جذب خطوط شحن دولية، تحسين زمن الانتظار للسفن، وتنشيط الاقتصاد المحلي من خلال تشغيل عمالة وتدريب محلي.

تحديات: الحاجة لاستقرار الأوضاع الأمنية، ضمان التمويل الكامل للمراحل، تحسين التشريعات والتنظيمات المرتبطة بالميناء، وإدارة التحديات اللوجستية مثل تعميق الممرات البحرية وترقية الأرصفة.

أيضاً، لأن جزءاً من البنية التحتية قد تأثر خلال سنوات الأزمة السورية، فإن إعادة التأهيل قد تتطلب وقتاً ومصادر إضافية.

يُعدّ إطلاق التشغيل الرسمي لموانئ دبي العالمية في ميناء طرطوس خطوةً محورية في مسار تطور الموانئ السورية، وحجزاً لموقع تنافسي جديد في سلسلة الشحن البحر-متوسطي. ومع أن الطريق أمام التنفيذ الكامل مليء بالتحديات، فإن الشراكة تمنح مؤشراً داعماً لوضع سوريا موضع اهتمام استثماري لوجيستي، وتفتح أبواباً لآفاق تنمية جديدة.