كتب : دينا كمال
من صناع محتوى إلى رواد أعمال: اليوتيوبرز يبنون إمبراطوريات خارج المنصات
تحوّل عدد من نجوم “يوتيوب” خلال السنوات الأخيرة من مجرد صانعي محتوى إلى رجال ونساء أعمال يديرون علامات تجارية عالمية، بعد أن أدركوا أن الاعتماد على الإعلانات والرعايات لم يعد كافياً أو مستقراً.
أصبح العائد من الإعلانات غير مضمون بسبب تغيّر سياسات المنصة وتقلّب خوارزمياتها، مما دفع كثيرين إلى البحث عن مصادر دخل أكثر استدامة من خلال مشاريع حقيقية تحمل أسماءهم.
يُعد الأمريكي جيمي دونالدسون المعروف باسم “مستر بيست” أبرز مثال على هذا التحوّل. فبعد إطلاقه أول منتجاته عام 2018، وسّع نشاطه بعلامة الوجبات الخفيفة Feastables التي تجاوزت مبيعاتها 250 مليون دولار في عام 2024، لتتفوق أرباحها على قناته في “يوتيوب”.
كما أسس سلسلة مطاعم MrBeast Burger وخط ألعاب MrBeast Lab ومنصة التحليلات Viewstats، ويخطط حالياً لإطلاق شبكة اتصالات افتراضية وخدمات مالية رقمية.
من جانبها، نجحت اليوتيوبر إيما تشامبرلين في تحويل شغفها بالقهوة إلى علامة تجارية ناجحة تحت اسم Chamberlain Coffee، والتي أطلقتها عام 2019. توسعت الشركة مؤخراً بافتتاح أول متجر فعلي وتوقعت تحقيق إيرادات تصل إلى نحو 33 مليون دولار في 2025.
أما اليوتيوبر والمصارع لوغان بول، فحقق مع زميله “KSI” مبيعات تتجاوز 1.2 مليار دولار من مشروب الطاقة Prime، رغم التراجع اللاحق في السوق البريطانية. كما يملك بول علامة الملابس Maverick Apparel، بينما أطلق شقيقه جيك صندوق الاستثمار Anti Fund المشارك في تمويل شركات كبرى مثل “OpenAI”.
ولم يقتصر النجاح على الكبار فقط، إذ حوّل الطفل ريان كاجي، صاحب قناة Ryan’s World، شغفه بالألعاب إلى إمبراطورية تجارية تجاوزت مبيعاتها 250 مليون دولار، وتشمل تطبيقات وبرامج تعليمية للأطفال.
في عالم الجمال والطهي، لمع اسم روزانا بانسينو التي أطلقت أدوات للخبز وكتب وصفات ناجحة، وميشيل فان التي أسست شركة Ipsy وصنعت علامتها الخاصة EM Cosmetics، إلى جانب هدى قطان صاحبة العلامة الشهيرة Huda Beauty التي تحقّق أرباحاً بمئات الملايين سنوياً.
وبات هؤلاء المبدعون يمثلون جيلاً جديداً من رواد الأعمال الذين تجاوزوا حدود المنصات الرقمية، مؤسسين صناعة متكاملة تجمع بين الإعلام والتجارة، وتحول صناعة المحتوى إلى وسيلة لبناء ثروات طويلة الأمد.


