كتب : دينا كمال
من السم إلى الشفاء.. كيف تحوّل سم الثعبان إلى علاج منقذ للحياة
تحويل سموم الثعابين إلى أدوية فعالة يُعد إنجازًا علميًا مذهلًا، إذ تتم عملية الاستخلاص في مختبرات عالية الدقة وتحت رقابة صارمة لضمان سلامة الخبراء والحيوانات. ويُعتبر السم المجمّع عنصرًا أساسيًا في إنتاج مضادات السموم التي تُنقذ آلاف الأرواح سنويًا، كما يشكل قاعدة لأبحاث طبية متقدمة.
تشير تقارير علمية إلى أن عملية استخراج السم تتم بواسطة علماء الزواحف المدربين، الذين يتعاملون مع الثعابين بحذر ودقة بالغة، عبر تحفيز الغدد السمية لإفراز السم في أنابيب معقمة، مع الحفاظ على سلامة الحيوان والباحث في آن واحد.
بعد جمع السم، يُحفظ في درجات حرارة منخفضة للحفاظ على فعاليته، مما يسمح باستخدامه لاحقًا في الأبحاث الطبية أو تصنيع مضادات السموم. ويؤكد العلماء أن هذه العملية تُحوّل مادة قاتلة بطبيعتها إلى أداة تنقذ الأرواح وتدعم تطور الطب الحديث.
أوضحت دراسات حديثة أن سم الثعبان يحتوي على مركبات فريدة يمكن أن تُستخدم في تطوير أدوية مضادة للفيروسات، إذ أظهرت الأبحاث المنشورة في مجلة Science Direct أن الجزيئات المستخلصة من السم قد تساعد في علاج أمراض خطيرة مثل اضطرابات الدم وإصابات الأعصاب وأنواع معينة من السرطان.
ويؤكد خبراء السموم أن استخراج السم يتم فقط في مراكز أبحاث متخصصة مجهزة للتعامل مع الثعابين السامة، وتخضع جميع الإجراءات لبروتوكولات أمان دقيقة. ويعكس هذا العمل التوازن بين المخاطر الطبيعية والابتكار العلمي، إذ يحوّل العلماء الخطر الكامن في السم إلى علاج يحمي الإنسان.
وبهذا، يُثبت العلم مرة أخرى قدرته على تحويل أخطر المواد في الطبيعة إلى موارد طبية تُعيد الأمل لمرضى الحالات الحرجة وتفتح آفاقًا جديدة في عالم الطب والعلاج.


