كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في مشهد غير مسبوق منذ سنوات، خرج ملايين الأمريكيين إلى الشوارع في موجة احتجاجات واسعة اجتاحت أغلب الولايات تحت شعار “No Kings” أو “لا ملوك”، رافعين مطالب بإصلاح النظام السياسي ومواجهة ما وصفوه بتغوّل السلطة وتزايد نفوذ النخب على حساب المواطن العادي.
وانطلقت التظاهرات من العاصمة واشنطن قبل أن تمتد إلى أكثر من 2700 موقع في ولايات رئيسية مثل نيويورك، تكساس، كاليفورنيا، وفلوريدا، حيث تحولت الساحات العامة إلى منصات للهتاف والمطالبة بإعادة “روح الديمقراطية الأمريكية” إلى مسارها الصحيح.
وأكد منظمو الحراك أن المظاهرات “مدنية وسلمية تمامًا”، ولا تنتمي لأي حزب سياسي، مشيرين إلى أن هدفهم هو “إيقاف تركّز القرار في أيدي قلة من أصحاب المال والسلطة”، وإعادة التوازن بين الشعب ومؤسسات الحكم.
الاحتجاجات دفعت السلطات إلى رفع درجة التأهب الأمني في عدد من المدن الكبرى، مع فرض قيود جزئية على بعض الطرق، تحسبًا لأي أعمال شغب، رغم أن الغالبية العظمى من المشاركين التزموا بالسلمية.
ورفعت الحشود لافتات تحمل شعارات مثل “الشعب أولاً” و”لا سلطة بلا محاسبة”، فيما دعا المحتجون إلى إصلاح شامل لقوانين تمويل الحملات الانتخابية والحد من نفوذ جماعات الضغط التي يرون أنها “تتحكم في القرار السياسي من خلف الكواليس”.
وفي أول رد رسمي، أصدر البيت الأبيض بيانًا مقتضبًا أكد فيه احترام الإدارة الأمريكية لحق التظاهر السلمي، ومتابعتها لما يجري عن كثب، مشيرًا إلى “استعدادها للحوار مع ممثلي المجتمع المدني بشأن الإصلاحات المطلوبة”.
وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية مشاهد الحشود الضخمة والهتافات المطالبة بـ“العدالة والمساواة”، وسط توقعات بأن تشهد عطلة نهاية الأسبوع جولات جديدة من المظاهرات في العاصمة واشنطن ومدن كبرى أخرى.
ويرى محللون أن هذه الحركة قد تمثل بداية مرحلة جديدة من الوعي السياسي في المجتمع الأمريكي، خصوصًا بين الشباب الذين يشعرون بأن النظام القائم لم يعد يعبّر عن تطلعاتهم في العدالة والمشاركة الفعلية في صناعة القرار.


