كتب : دينا كمال
مؤسس “ريزر”: الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في صناعة الألعاب
توقّع الملياردير مين-ليانغ تان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ريزر المتخصصة في تقنيات الألعاب، أن يشهد قطاع الألعاب الإلكترونية تحولاً جذرياً بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي سيعيد تشكيل كل جوانب الصناعة، بدءاً من تطوير الألعاب ووصولاً إلى أساليب ممارستها.
وقال تان في مقابلة مع برنامج Beyond the Valley على شبكة سي إن بي سي:
“من وجهة نظرنا في ريزر، الذكاء الاصطناعي لن يجري تعديلات طفيفة فحسب، بل سيُحدث تغييراً شاملاً في عالم الألعاب بأكمله”.
ويُعدّ قطاع الألعاب من أكثر الصناعات الإبداعية نمواً عالمياً، إذ يضم أكثر من 3.6 مليار لاعب وتصل إيراداته السنوية إلى نحو 189 مليار دولار، وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث Newzoo.
أدوات الذكاء الاصطناعي تعيد صياغة التجربة
أوضح تان أن الذكاء الاصطناعي لن يغيّر فقط طريقة تطوير الألعاب، بل سيمتد تأثيره إلى مجالات التوزيع والتسويق وتجربة اللعب نفسها، قائلاً إن “المطورين والناشرين واللاعبين سيستفيدون جميعاً من أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير أساليب جديدة في الإبداع والتفاعل”.
وكشف أن شركة ريزر تعمل على تطوير أداة جديدة باسم Game Co-AI، تستخدم تقنيات الرؤية الحاسوبية لتحليل أسلوب لعب المستخدم وتقديم اقتراحات لحل المهام أو التفوق على الخصوم، مع التخطيط لإطلاق نسختها التجريبية خلال عام 2025.
الذكاء الاصطناعي يدخل ساحة الرياضات الإلكترونية
أشار تان إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضات الإلكترونية ما زال يثير الجدل، موضحاً أنه يمكن أن يُستخدم في التدريب وتحليل الأداء لا أثناء المنافسات نفسها، حيث بدأ بعض المحترفين فعلاً في الاعتماد على هذه التقنيات لصقل مهاراتهم، ما قد يفتح الباب أمام مدربين افتراضيين في المستقبل.
اختبارات الألعاب نحو الأتمتة
أكد تان أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث نقلة كبيرة في عمليات اختبار الألعاب، وهي المرحلة التي تمثل نحو 30% من وقت وتكلفة التطوير.
وأشار إلى أن شركته تطور أداة AI QA Companion القادرة على اكتشاف الأخطاء وتوثيقها واقتراح حلولها تلقائياً، مما يزيد كفاءة فرق التطوير ويُسرّع إطلاق الألعاب للأسواق.
مستقبل الألعاب تحت قيادة الذكاء الاصطناعي
ورغم أن بعض قادة الصناعة يرون أن الإبداع البشري لا يمكن استبداله، توقع تان أن السنوات المقبلة ستشهد إطلاق ألعاب ضخمة تم تطويرها بالكامل بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن التقنية “لن تُقصي البشر، بل ستُحررهم من المهام المتكررة وتُعزز قدراتهم الإبداعية”.
من صناعة الألعاب إلى ثورة تكنولوجية أوسع
اختتم تان حديثه قائلاً إن تأثير الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على صناعة الألعاب، بل سيمتد إلى مجالات أخرى كما حدث مع العديد من الابتكارات التقنية التي نشأت في هذا القطاع، مضيفاً:
“كثير من ابتكارات التكنولوجيا بدأت من عالم الألعاب، وأعتقد أن مستقبل الذكاء الاصطناعي سينطلق من هنا أيضاً”.


