كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
مصر – العرب نيوز:
احتفلت دار الأوبرا المصرية مساء الجمعة بالذكرى الـ37 لتأسيسها في أمسية فنية مهيبة احتضنتها القاعة الكبرى، بحضور الدكتور محمد مجاهد وزير الثقافة، وعدد من الشخصيات العامة والفنانين والمثقفين، في أجواء غلبت عليها مشاعر الفخر بتاريخ الأوبرا ودورها في إثراء المشهد الثقافي المصري والعربي.
بدأت الأمسية بعزف السلام الوطني، تلاه عرض وثائقي قصير استعرض مسيرة دار الأوبرا منذ افتتاحها عام 1988 وحتى اليوم، مرورًا بالمحطات البارزة التي شهدت احتضانها لعروض عالمية، ومشاركات فنية راقية أسهمت في ترسيخ مكانتها كمؤسسة ثقافية رائدة في الشرق الأوسط.
وأكد وزير الثقافة، في كلمته خلال الاحتفالية، أن دار الأوبرا المصرية “تمثل أحد أهم رموز القوة الناعمة لمصر”، مشيرًا إلى أنها جسدت على مدار أكثر من ثلاثة عقود معاني الإبداع والتنوير والتنوع الثقافي، وأنها كانت وما زالت منارة تضيء طريق الفن الراقي في الوطن العربي.
وأضاف الوزير أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير البنية التحتية للمسارح والمراكز الثقافية التابعة للأوبرا، إلى جانب دعم الأجيال الجديدة من الفنانين والموسيقيين، مؤكّدًا أن الثقافة والفن “هما سلاح مصر في مواجهة التطرف والتجهيل”.
وتضمن برنامج الاحتفال مجموعة من الفقرات الفنية المميزة، حيث قدمت أوركسترا القاهرة السيمفوني مقطوعات من مؤلفات عالمية لموزارت وتشايكوفسكي، تلاها عرض راقص للباليه الوطني المصري، بمشاركة نخبة من الراقصين الشباب الذين أضفوا حيوية خاصة على الليلة.
كما أحيت الفنانة مي فاروق الفقرة الغنائية الرئيسية، بأداء عدد من روائع الموسيقى العربية الكلاسيكية التي تفاعل معها الجمهور بحرارة، أبرزها “يا مسافر وحدك” و”سيرة الحب”، وسط تصفيق حار من الحضور الذين ملأوا القاعة عن آخرها.
وفي ختام الحفل، تم تكريم مجموعة من الرواد والعاملين القدامى في دار الأوبرا تقديرًا لإسهاماتهم في بناء وتطوير هذا الصرح الفني، قبل أن تُختتم الأمسية بعرض مبهر للألعاب النارية أضاء سماء القاهرة.
ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار “37 عامًا من الإبداع”، ليؤكد استمرار دار الأوبرا المصرية في أداء رسالتها الثقافية الرفيعة، وتعزيز حضورها كجسر للتواصل الحضاري بين مصر والعالم، في وقت تتسارع فيه الخطى نحو بناء مشهد فني أكثر حداثة وشمولية.


