كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أفادت منظمة Committee to Protect Journalists (CPJ) بأن عدداً من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، السودان، تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال الحصار المسلح الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو 2024، حيث وثّقت المنظمة حالات اغتصاب واستهداف مباشر للصحفيين.
بحسب تقرير CPJ، أصيبت ثلاث صحفيات على الأقل بعمليات اغتصاب جماعي خلال قيام مقاتلي قوات الدعم السريع بمداهمات شملت أحياء سكنية في الفاشر، بينما يُعتقد أن وترصد المحكمة المستقلة والمؤسسات الحقوقية أن العدد أكبر بكثير مما تم التبليغ عنه، بسبب وصمة العار وإعاقة الوصول الطبي.
كما سجّلت المنظمة اختفاء نحو 13 صحفياً من المدينة خلال فترة الحصار، وتفاصيل فقدانهم لا تزال غير واضحة، إذ إن التحقيق في ظروفهم محجوز داخل واقع النزاع المسلح وإغلاق المعابر الإنسانية. صحفيون محليون أوضحوا أنهم «يُلاحقون، يُحتجزون، أو يُجبرون على مغادرة مواقعهم»، في حين أن البعض «انقطع أثره تمامًا».
ووفقاً للتقرير، فإن الحصار أعلن حرباً على حرية الصحافة بامتياز: التجويع، انقطاع الإنترنت والكهرباء، المضايقات الأمنية، كل ذلك بدا وكأنه تمهيد لمنع نقل الواقع والمعلومات من داخل الفاشر للعالم الخارجي. «نحن جائعون، مطاردون، ولكننا ما زلنا ننقل الخبر، لأن صوتنا هو الشيء الوحيد المتبقي» قال أحد الصحفيين للـ CPJ.
في هذا المناخ، دعا التقرير المجتمع الدولي إلى التدخّل العاجل وتقديم الحماية للصحفيين والمطالبة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، مشدّداً على أن استمرار حالة الإفلات من العقاب في شمال دارفور سيعزّز ثقافة العنف ضد الصحافة ويضعف إمكانية التغطية المستقلة للأحداث في مناطق النزاع.
هذه الوقائع تعدّ من بين أحدث وأشدّ حالات العنف والتضييق ضد الصحفيين في السودان، وتسلّط الضوء على مدى هشاشة الوضع، ليس فقط للمدنيين، بل أيضاً لمن يغطّون الأحداث ويخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقة.


