كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تحول غير مُسبوق في السياسة النووية الأميركية، أعلن الرئيس دونالد ترامب اليوم أنه أوجَه إلى وزارة الدفاع باستئناف تجارب الأسلحة النووية، للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مشيراً إلى أن القرار جاء «لمعاقبة» ما وصفه بالتخلف الأميركي مقابل تطورات ترسانة الدول المنافسة كـروسيا والصين.
وكتب ترامب في منشور عبر موقعه الاجتماعي: «نظراً لبرامج التجارب النووية لدى دول أخرى، فقد أمرتُ قسم الحرب ببدء اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة… العملية ستبدأ على الفور».
يُذكر أن آخر تفجير نووي أميركي سجل في عام 1992، أي قبل نحو 33 عاماً.
التغريدة – التي صدرت قبيل اجتماع ثنائي عالي المستوى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية – أثارت تحذيرات عاجلة من الكرملين، الذي أشار إلى أن روسيا سترد بالمثل إذا ما انتهكت واشنطن بشكل رسمي «وقف التجارب»، فيما وصفها خبراء بـ«نداء لسباق تسلح نووي جديد».
على صعيد السياسة الأميركية، يُعد هذا التحول إشارة إلى أن واشنطن مستعدة للتخلي عن الامتناع الطوعي عن التجارب النووية – والذي دام عقوداً – برغم تبعاته المحتملة على المعاهدات الدولية، وعلى رأسها معاهدة الحظر الشامل لتجارب الأسلحة النووية.
وسط هذا المناخ، يطرح المراقبون تساؤلات عدة: ما إذا كانت واشنطن تعني بالفعل إجراء تفجيرات نووية تجريبية، أو مجرد اختبارات لأجهزة الإطلاق والصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية؛ وما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى خروج واسع من اتفاقيات الحدّ من التسلح أو بداية لسباق نووي يصعب كبح جماحه.


