كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في مأساة إنسانية جديدة، لقي 18 مهاجرًا حتفهم غرقًا صباح الثلاثاء إثر انقلاب مركب خشبي كان يقل عشرات المهاجرين غير النظاميين قبالة سواحل مدينة صبراتة غرب ليبيا، فيما تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ نحو 90 شخصًا.
تفاصيل الحادث بدأت عندما تلقت فرق الهلال الأحمر الليبي بلاغًا يفيد بانقلاب مركب أثناء إبحاره في محاولة لعبور البحر المتوسط نحو السواحل الأوروبية. على الفور تحركت فرق البحث والإنقاذ إلى موقع الحادث، حيث تمكنت من انتشال الجثث وإسعاف الناجين الذين تم نقلهم إلى مراكز الإيواء لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأفادت مصادر من فرق الإنقاذ أن معظم الضحايا من دول إفريقية وآسيوية، بينهم رجال ونساء وأطفال، بينما تم إنقاذ عشرات المهاجرين من جنسيات مختلفة من بينهم سودانيون وبنغلاديشيون وباكستانيون وصوماليون. ولا تزال أعمال البحث جارية عن مفقودين آخرين يُعتقد أنهم ما زالوا في البحر.
وأشار مسؤول في فرق الطوارئ إلى أن الأمواج العالية وسوء حالة البحر كانا من أبرز الأسباب التي أدت إلى انقلاب المركب، موضحًا أن القارب كان مكدسًا بعدد يفوق طاقته الاستيعابية بكثير، ما جعله يفقد توازنه بسرعة وسط الرياح القوية.
الحادثة الجديدة تعيد تسليط الضوء على خطورة طريق الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، والذي يعد من أكثر طرق الهجرة فتكًا في العالم، حيث تزهق فيه آلاف الأرواح سنويًا في رحلات محفوفة بالمخاطر بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا.
وتُعتبر ليبيا منذ سنوات محطة رئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى القارة الأوروبية، نظرًا لموقعها الجغرافي على الساحل الجنوبي للمتوسط، وغياب الرقابة الأمنية الكاملة على حدودها البحرية.
ودعت منظمات إنسانية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية للحد من هذه الكوارث، عبر محاربة شبكات تهريب البشر وتوفير بدائل آمنة وقانونية للراغبين في الهجرة، مشددة على أن تجاهل هذه الأوضاع سيؤدي إلى استمرار فقدان المزيد من الأرواح في مياه المتوسط.
وما زالت فرق الإنقاذ الليبية تواصل عمليات البحث على أمل العثور على ناجين آخرين، فيما تم نقل الجثامين إلى المستشفيات القريبة تمهيدًا لإتمام الإجراءات القانونية اللازمة لتسليمها إلى ذويها.


