كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تواجه سلطنة عُمان اختبارًا دبلوماسيًا صعبًا في اليمن، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا متسارعًا للتوترات السياسية والعسكرية، حيث تسعى مساعي الوساطة العمانية إلى تخفيف حدة الصراع وإيجاد حلول تفاوضية بين الأطراف المتنازعة.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن جهود سلطنة عُمان تتضمن اللقاءات المباشرة مع الأطراف اليمنية كافة، إلى جانب التواصل المكثف مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة لضمان التوصل إلى تفاهمات يمكن أن توقف نزيف العنف وتحافظ على الأمن الإقليمي.
ويأتي هذا الدور العماني وسط أوضاع إنسانية صعبة في اليمن، بما في ذلك نقص المواد الأساسية والأزمة الغذائية التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يجعل أي تقدم في الوساطة العمانية ذو أهمية قصوى ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضًا على المستوى الإنساني.
وأكدت مصادر مقربة من مكتب الوساطة العماني أن مساعي سلطنة عمان ترتكز على التهدئة المؤقتة، وفتح قنوات حوار مستمرة، مع التركيز على الاتفاقات التي يمكن أن توصل الأطراف إلى تسويات مرحلية تفضي لاحقًا إلى حل سياسي شامل.
كما أشارت إلى أن الوساطة تواجه تحديات كبرى، منها تعدد الأطراف، الانقسامات الداخلية، وتأثير القوى الإقليمية على مسار الصراع، وهو ما يجعل المهمة العمانية محاطة بمخاطر كبيرة، لكنها أيضًا تتيح فرصًا لإبراز دور عمان كعنصر استقرار دبلوماسي في المنطقة.
ويعتبر الخبراء أن نجاح عمان في هذا الملف لن يقتصر على تعزيز مكانتها الإقليمية فقط، بل قد يكون له انعكاسات مباشرة على مستوى الاستقرار الأمني والتعاون الاقتصادي بين دول الخليج واليمن، في حال تمكنت من إقناع الأطراف اليمنية بالجلوس إلى طاولة الحوار والتوصل لاتفاقات مستدامة.
وفي ختام تصريحاته، أكد مسؤول عماني أن السلطنة تؤكد على أهمية ضبط النفس والابتعاد عن التصعيد، مع الاستمرار في السعي نحو حلول سلمية تضمن حقوق جميع الأطراف وتحافظ على استقرار المنطقة، مشددًا على أن الوساطة العمانية ستستمر “بكل هدوء وحكمة، حتى تتحقق نتائج ملموسة على الأرض”.


