كتب : يسرا عبدالعظيم
علي لاريجاني في الرياض.. مرحلة جديدة من الحوار الإيراني–السعودي
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية على صعيد العلاقات الإقليمية، وصل رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، ومناقشة الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
تأتي هذه الزيارة بعد التطور التاريخي الذي شهدته العلاقات بين طهران والرياض عقب اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية برعاية صينية في مارس 2023، وهو الاتفاق الذي وضع حدًا لسنوات من القطيعة والتوترات السياسية والأمنية. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات سلسلة من اللقاءات الرسمية، عززت مسار التقارب وبناء الثقة المتبادلة.
تشير مصادر دبلوماسية إلى أن أجندة مباحثات لاريجاني في الرياض ستشمل:
الأمن الإقليمي: بما في ذلك استقرار الخليج واليمن ومستجدات الصراع في المنطقة.
التعاون الاقتصادي والاستثماري: حيث تسعى إيران إلى فتح قنوات جديدة للتجارة والاستثمار مع السعودية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
ملفات الطاقة: التنسيق في أسواق النفط ضمن إطار أوبك+، لضمان استقرار الأسعار العالمية.
القضايا الإسلامية المشتركة: والتنسيق في الملفات المرتبطة بالعالم الإسلامي، خصوصًا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
زيارة لاريجاني إلى الرياض تُعد مؤشرًا قويًا على أن العلاقات بين إيران والسعودية لم تعد مجرد اتفاق سياسي، بل انتقلت إلى مرحلة بناء شراكة عملية. كما أنها تحمل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن التفاهم الإقليمي ممكن بعيدًا عن الضغوط الخارجية.
كما يتوقع أن تمهد هذه الزيارة لمزيد من اللقاءات رفيعة المستوى، قد تشمل قمة مستقبلية بين قادة البلدين، إضافة إلى إطلاق مشروعات اقتصادية مشتركة، وتنسيق أكبر في الملفات الأمنية والإنسانية التي تهم المنطقة


