كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
الجزائر – العرب نيوز
أكد النائب في البرلمان الجزائري عبد الكريم بن عيسى أن بلاده “معنية ومهتمة بشكل مباشر” بدخول الشركات الروسية إلى السوق الجزائرية في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا واسعًا في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعات الدفاعية والتكنولوجية.
وأوضح بن عيسى، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن العلاقات الجزائرية – الروسية تشهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارات الرسمية المتبادلة وتوقيع عدة مذكرات تفاهم اقتصادية، لافتًا إلى أن موسكو تمثل شريكًا استراتيجيًا موثوقًا لدى الجزائر في مختلف المجالات الحيوية.
دعم للاستثمار وتنويع الشراكات
وأشار البرلماني الجزائري إلى أن الحكومة تعمل على تهيئة المناخ التشريعي والاقتصادي لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك الشركات الروسية التي أبدت اهتمامًا متزايدًا بالمشروعات الجزائرية في مجالات الغاز، التعدين، النقل، والصناعات الزراعية.
وأضاف أن الجزائر تسعى من خلال هذه الشراكات إلى تنويع مصادر التمويل والتكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الأسواق التقليدية، مؤكدًا أن التعاون مع روسيا ينسجم مع توجهات الدولة لبناء اقتصاد متوازن ومستقل.
شركات روسية تترقب الانطلاقة
وفي هذا السياق، كشفت مصادر اقتصادية أن عددًا من الشركات الروسية الكبرى، من بينها شركات تعمل في مجال الطاقة النووية والبترول والاتصالات والسكك الحديدية، أبدت استعدادها للدخول إلى السوق الجزائرية خلال العام المقبل، بعد إجراء محادثات مكثفة بين الجانبين على مستوى اللجان الوزارية المشتركة.
كما يجري التحضير لتوقيع اتفاقيات استثمار جديدة خلال الاجتماعات الاقتصادية المقررة بين البلدين في موسكو نهاية العام الجاري، تتضمن مشروعات لتطوير شبكات النقل الحضري والقطارات، وإنشاء مصانع مشتركة في قطاعات المعادن والتكنولوجيا.
شراكة تعزز التوازن الدولي
ويرى مراقبون أن الجزائر تسعى من خلال توسيع تعاونها مع روسيا إلى تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية، وكسر احتكار الشركاء الغربيين في السوق المحلية، في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية التي أعادت رسم التحالفات الاقتصادية.
ويؤكد خبراء أن هذا الانفتاح نحو موسكو يأتي في إطار سياسة الجزائر الخارجية المستقلة التي تهدف إلى تنويع علاقاتها الدولية دون الخضوع لأي محاور، خصوصًا في ظل تزايد التعاون بين البلدين في مجالات الدفاع والطاقة منذ مطلع الألفية.
علاقات تاريخية تمتد لعقود
وترتبط الجزائر وروسيا بعلاقات تاريخية وثيقة تعود إلى حقبة الاستقلال، حيث دعمت موسكو الجزائر في مراحل البناء الأولى بعد الاستقلال عام 1962، واستمرت العلاقات في التطور حتى أصبحت روسيا اليوم أحد أكبر مزودي الجزائر بالسلاح والتقنيات العسكرية.
وتشير التقديرات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 3 مليارات دولار سنويًا، مع توقعات بارتفاعه خلال السنوات المقبلة مع دخول شركات روسية جديدة إلى السوق المحلية، خاصة في قطاعات الطاقة والنقل والصناعات الثقيلة.
ويختتم النائب بن عيسى تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة شراكة استراتيجية حقيقية بين الجزائر وروسيا، هدفها “تحقيق التنمية المستدامة ونقل الخبرات والتكنولوجيا بما يخدم مصلحة الشعبين”.


