كتب : يسرا عبدالعظيم
سوريا تشارك في قمة عدم الانحياز بكمبالا وتؤكد التزامها بالعمل المتعدد الأطراف
شاركت الجمهورية العربية السورية في قمة حركة عدم الانحياز المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا، ضمن وفد رسمي أكد خلال مداخلاته على تمسّك سوريا بمبادئ العمل المتعدد الأطراف ورفض سياسات الهيمنة والتدخل الخارجي في شؤون الدول.
وجاءت مشاركة سوريا في القمة التي تُعدّ من أبرز التجمعات الدولية للدول النامية، لتجدد تأكيد دمشق على انتمائها التاريخي للحركة ودورها في الدفاع عن الاستقلال والسيادة والتعاون الدولي القائم على الاحترام المتبادل.
تأكيد على الثوابت الوطنية والدبلوماسية
أكد رئيس الوفد السوري في كلمته أمام القمة أن سوريا ماضية في نهجها القائم على احترام القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، مشددًا على أهمية التنسيق بين دول الجنوب لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها الإرهاب والعقوبات الاقتصادية والانتهاكات التي تمسّ سيادة الدول.
وأشار إلى أن بلاده، رغم ما واجهته من حرب وإرهاب وضغوط خارجية، لا تزال متمسكة بمبادئ حركة عدم الانحياز، الداعية إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، ورفض سياسات الإملاء أو فرض الشروط السياسية على الدول المستقلة.
رسالة ضد الأحادية الدولية
وخلال مداولات القمة، عبّر الوفد السوري عن رفضه لما وصفه بـ”محاولات فرض نظام عالمي أحادي القطبية”، مؤكدًا أن العالم اليوم بحاجة إلى نظام دولي أكثر عدالة وتوازنًا، يضمن تكافؤ الفرص واحترام سيادة الدول بعيدًا عن سياسات التمييز والعقوبات.
كما شدّد الوفد على أن التعاون بين الدول النامية هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئية، داعيًا إلى تعزيز العمل المشترك في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، ومكافحة الفقر، ودعم الاستقلال الاقتصادي.
سوريا واستعادة الحضور الدولي
تأتي مشاركة سوريا في قمة كمبالا بعد سلسلة من التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال العامين الماضيين، في إطار جهودها لاستعادة دورها الإقليمي والدولي، خصوصًا بعد عودتها إلى الجامعة العربية وفتح العديد من العواصم العربية قنوات تواصل دبلوماسية معها.
ويرى مراقبون أن المشاركة السورية في مثل هذه القمم تعكس اتجاهًا نحو إعادة الانخراط في المنظومة الدولية عبر مسار التعاون المتعدد الأطراف، بعيدًا عن سياسة العزلة التي فُرضت عليها في السنوات السابقة.
بمشاركتها في قمة عدم الانحياز، وجّهت سوريا رسالة واضحة بأنها لا تزال طرفًا فاعلًا في الساحة الدولية، وأنها متمسكة بمبادئ الاستقلال والسيادة والتعاون بين الشعوب، في مواجهة كل أشكال الأحادية والتدخل الخارجي.
وتُعدّ هذه المشاركة خطوة جديدة في مسار عودة الدبلوماسية السورية إلى الساحة العالمية، مستندة إلى إرثها التاريخي داخل حركة عدم الانحياز وإلى رغبتها في تعزيز التعاون مع دول الجنوب.


