كتب : دينا كمال
زيت القرنفل يعزز صحة القلب ويخفف الألم.. لكن الحذر واجب
يُعد زيت القرنفل من أغنى الزيوت النباتية بالمركبات الفعالة، إذ لا تقتصر جاذبيته على رائحته الدافئة، بل تمتد إلى قدرته على تنشيط الدورة الدموية، وحماية البشرة من الالتهابات، وتحسين الحالة المزاجية. ورغم فوائده العديدة، فإن كونه طبيعيًا لا يجعله آمنًا تمامًا، لذا يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي، خاصة عند تناوله بتركيز مرتفع أو داخليًا.
ويُستخلص الزيت من براعم نبات القرنفل (Syzygium aromaticum)، ويُعد مركب الأوجينول أبرز مكوناته النشطة، إذ يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات ومسكنة للألم ومطهّرة ومضادة للأكسدة، ما يفسر شهرته الواسعة في مجالات الطب البديل والعناية الشخصية.
وتساعد خصائصه المهدئة في تخفيف الحكة الناتجة عن أمراض مزمنة مثل السكري أو الجفاف، كما يسهم في تسريع التئام الجروح الصغيرة، إذ أظهرت بعض الدراسات أنه يقدم نتائج مقاربة للمراهم الطبية المضادة للالتهابات عند استخدامه بشكل آمن.
أما على صعيد القلب، فيعمل الأوجينول على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، مما ينعكس إيجابًا على ضغط الدم وصحة القلب. ومع ذلك، لا توجد جرعة فموية محددة تُعد آمنة علميًا حتى الآن، لذا يُفضل الاكتفاء بالاستخدام الموضعي أو الاستنشاقي بعد استشارة الطبيب.
وفي مجال العناية بالبشرة، يُسهم زيت القرنفل في تجديد الخلايا المتضررة من أشعة الشمس أو الجروح، ويُقلل من نمو البكتيريا المسببة لحب الشباب والالتهابات الجلدية. ويُوصى بتخفيفه بزيت ناقل مثل جوز الهند أو اللوز قبل الاستخدام، مع تجربة كمية صغيرة على الجلد لتجنب التهيّج.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن الزيت قد يساعد في تحسين الحالة النفسية والنشاط الجنسي لدى الرجال عبر تعزيز تدفق الدم، إلا أن النتائج ما زالت غير مؤكدة، ويجب التعامل مع هذا الاستخدام بحذر وتحت إشراف طبي.
وفي بعض الحالات، يُستعمل زيت القرنفل لتخفيف الغثيان وحرقة المعدة بفضل قدرته على زيادة إفراز المخاط الواقي في جدار المعدة، لكن الجرعات العالية قد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة مثل اضطرابات المعدة أو تلف الكبد، ما يجعل الاستشارة الطبية أمرًا ضروريًا قبل تناوله.
ويظل زيت القرنفل خيارًا طبيعيًا متعدد الفوائد، شرط التعامل معه بوعي وتوازن، فالاعتدال في استخدامه هو السبيل للاستفادة من خصائصه دون التعرض لمضاعفاته.


