كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في خطوة تأتي وسط ظروف صعبة تمرّ بها البلاد، تُعِدّ جمهورية المَوقِر والأمل، لبنان، لاستقبال زيارة مرتقَبة لـ البابا ليو الرابع عشر، التي حُدِّدت بين 30 نوفمبر و2 ديسمبر 2025، ضمن أول رحلة أبوستوليّة له خارج إيطاليا.
الزيارة تأتي كجزء من جولة تشمل أيضاً تركيا (27–30 نوفمبر) حيث تحتفل الكنيسة المسيحية بمرور 1700 عام على انعقاد مجلس نيقية الأول.
سياق الزيارة وأهميتها
لبنان الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية متعدّدة، يرى في هذه الزيارة فرصة لاستعادة رشفة أمل بين أوساط المكوّنات المسيحية والمسلمة على حدّ سواء. الكنيسة في لبنان وصفت الزيارة بأنها تُمثّل “بشارة سلام” لبنانيّة وعالميّة.
من جهة رسمية، قال الرئيس اللبناني إنه يرى في الزيارة “تعبيراً عن الثقة الراسخة بين لبنان وكرسي الرسالة” وأنها تعكس “توحّداً وطنياً نادرًا” في بلدٍ يتميّز بتعدّده الديني والثقافي.
أبرز المحطات المتوقّعة للبابا في لبنان
لقاء رسمي مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة لدى وصوله إلى بيروت.
زيارة روحية إلى دير مار مارون في عنايا، ومزار سيدة لبنان في حريصا، حيث سيجتمع مع الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات.
لقاء شعبي وشبابي في ساحة الشهداء ببيروت ومقر البطريركية المارونية في بكركي.
صلاة تأبينيّة عند موقع انفجار مرفأ بيروت عام 2020، تكريماً للضحايا وتضامناً مع معاناة الشعب اللبناني.
زيارة البابا تأتي في لحظة حرجة، إذ لا تزال البلاد تعاني من تداعيات انفجار المرفأ، الأزمات الاقتصادية الخانقة، والنزاعات الحدودية مع إسرائيل. الكنيسة اللبنانيّة عبّرت عن تعبها من الوضع القائم وتوقّعها أن تحمل الزيارة بصمة “إحياء” لمن هم مرهَقون.
في المقابل، تقدّم الزيارة فرصة لإبراز لبنان كثنائيّ ديني – ثقافي يجمع المسلمين والمسيحيين في رسالة مشتركة للسلام والتضامن، ما يمكن أن يعزّز دوره في المنطقة كمثال للتعايش.
بزيارته المرتقَبة، يسعى البابا ليو الرابع عشر إلى إرسال رسالة واضحة من لبنان إلى العالم: أن السلام ليس حلمًا بعيدًا حتى في البلدان التي تخترقها الأزمات، وأن الحوار والتعايش هما الطريق. لبنان، من جهته، يستعد بحماس لاستقبال ضيفه كرمز للأمل وإشعاع حضاري جديد.


