كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
لبنان – العرب نيوز
استشهد مواطن لبناني وأصيب آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منطقة إقليم التفاح الواقعة في جنوب لبنان، في تصعيد جديد للتوترات الحدودية المتواصلة منذ أسابيع بين الجيش الإسرائيلي ومجموعات
المقاومة اللبنانية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة فجر اليوم على أطراف بلدة في إقليم التفاح، مما أدى إلى استشهاد شاب لبناني في الثلاثينيات من عمره، بينما أصيب عدد من المدنيين بجروح متفاوتة الخطورة، ونُقلوا إلى مستشفيات مدينة النبطية لتلقي العلاج. وأفاد شهود عيان بأن الغارة
استهدفت منزلًا سكنيًا ومحيطه، ما أدى إلى دمار كبير في المكان واندلاع حرائق في عدد من الحقول المجاورة، كما هرعت فرق الدفاع المدني والإسعاف إلى موقع القصف لانتشال الضحايا وإخماد النيران. وأكدت مصادر محلية أن الانفجارات كانت عنيفة وسمعت في مختلف قرى المنطقة، في حين شوهدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحلق بكثافة في أجواء الجنوب بعد الغارة مباشرة. وقد أثارت العملية موجة غضب واسعة في الأوساط اللبنانية،
حيث أدان عدد من السياسيين والبرلمانيين ما وصفوه بالاعتداء الغادر على المدنيين، مطالبين المجتمع الدولي بكبح العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي اللبنانية. من جهتها، أكدت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان لها أن هذا الهجوم يشكل انتهاكًا واضحًا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي، محمّلة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها. ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة من الغارات والاشتباكات التي تتجدد بشكل شبه يومي على الحدود
الجنوبية منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، حيث تسعى إسرائيل إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية ضد ما تصفه بتهديدات من الشمال، بينما تؤكد المقاومة اللبنانية أنها ترد على الاعتداءات الإسرائيلية وتدافع عن أراضيها. وذكرت مصادر أمنية أن المناطق الحدودية الممتدة من مرجعيون إلى بنت جبيل شهدت خلال الأيام الأخيرة قصفًا متبادلًا بين الجانبين استخدمت فيه
المدفعية الثقيلة والصواريخ، ما تسبب في نزوح عشرات العائلات من القرى القريبة من خط التماس. ويرى مراقبون أن استمرار الغارات الإسرائيلية داخل العمق اللبناني يعكس تصعيدًا خطيرًا قد يدفع الأمور نحو مواجهة أوسع في حال لم تتدخل الأطراف الدولية لاحتواء الموقف. وحذّرت الأمم المتحدة عبر قواتها العاملة في الجنوب (اليونيفيل) من أن أي تصعيد جديد قد يهدد الاستقرار الهش على طول الخط الأزرق، داعية جميع
الأطراف إلى ضبط النفس واحترام القرارات الدولية. ويشيع جثمان الشهيد اللبناني عصر اليوم في بلدته وسط حضور شعبي واسع ومظاهر غضب وحزن عميقة، في وقت تتعالى فيه الأصوات المطالبة بوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وحماية المدنيين من نيران الصراع الإقليمي المتفاقم
.


