كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أكد خبير تونسي في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على ضرورة أن تُعرض تونس خطة متكاملة لاستراتيجية وطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي، تشمل جميع القطاعات الحيوية، مؤكداً أن الفرصة أصبحت متاحة لتحقيق قفزة نوعية في هذا الميدان. وأشار إلى أن إطلاق هذه الاستراتيجية سيساهم في تعزيز القدرات البحثية والابتكارية للبلاد، ويدعم تحوّلها نحو اقتصاد رقمي قائم على المعرفة.
وبحسب تصريحات الخبير، ينبغي أن تتضمّن الاستراتيجية عدداً من المحاور الأساسية: أولها تطوير البنية التحتية الرقمية والبيانات الكبيرة، التي تُعدّ الأساس لأي منظومة ذكاء اصطناعي فعّالة. ثانياً، إعداد وتكوين الكوادر البشرية المتخصصة، عبر إدماج علوم الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والمواكبة المستمرة للتدريب والتأهيل المهني. ثالثاً، وضع إطار تنظيمي وأخلاقي واضح يحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي، ويضمن الحماية من المخاطر المستقبلية ويحقق الأمان التكنولوجي والاجتماعي.
وأشار النّقد الذي طرحه إلى أن تونس حتى اليوم لم تعتمد بعد استراتيجية وطنية معلنة للذكاء الاصطناعي، رغم أن هناك نشاطات ومبادرات أولية تنطلق في التعليم والبحث العلمي. وأوضح أن التحدّي الأساسي يكمن في تحويل تلك المبادرات إلى رؤية وطنية متماسكة يتم تنفيذها على نحو مستدام، وليس مجرد مشاريع منفصلة أو مؤقتة.
كما شدّد الخبير على أن الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يُنظر إليه كرفاه تقني أو اختراع ترفيهي فقط، بل كأداة استراتيجية يمكن أن تُحدث تأثيرات ملموسة في الصحة، التعليم، البيئة، النقل، والإدارة العامة. وبناءً عليه، أوصى بالبدء فوراً بتشكيل لجنة وطنية تضمّ ممثّلين عن الجامعات، القطاع الخاص، الحكومة، والمجتمع المدني، لوضع خريطة طريق واضحة، وتحديد مؤشرات قياس للأداء، وآليات التمويل والدعم، لخلق منظومة وطنية قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية.
في الختام، يرى الخبير أن اعتماد تونس لإستراتيجية وطنية من هذا النوع ليس خياراً بل ضرورة، إن أرادت أن تحتل مكانة مرموقة في السباق العالمي نحو الاقتصاد الرقمي، وأن تُحوّل التحديات التكنولوجية إلى فرص للنمو والتطور.


