كتب : يسرا عبدالعظيم
جون روكفلر.. أغنى رجل في التاريخ بثروة تفوق إيلون ماسك وتوازي 2% من ناتج أمريكا
يُعد الأمريكي جون دافيسون روكفلر واحدًا من أبرز رموز الرأسمالية الحديثة وأغنى رجل في التاريخ، بعدما أسس إمبراطورية النفط الأمريكية التي غيّرت وجه الاقتصاد العالمي في القرن التاسع عشر، بثروة تُقدّر – بالقيمة الحالية – بنحو 400 مليار دولار، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي الأمريكي، لتتجاوز بكثير ثروات المعاصرين مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس.
من موظف بسيط إلى ملك النفط
ولد روكفلر عام 1839 في ولاية نيويورك، وبدأ حياته موظفًا بسيطًا في شركة صغيرة لتجارة الحبوب. لكنه سرعان ما اتجه إلى قطاع النفط في بداياته، مؤسسًا شركة ستاندرد أويل عام 1870، التي أصبحت خلال عقد واحد تسيطر على نحو 90% من إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
هيمنة غير مسبوقة ونفوذ سياسي
اعتمد روكفلر على الاحتكار المنظم والتكامل الرأسي، فامتلك شركات النقل والتكرير والتوزيع، مما جعل شركته قادرة على التحكم في الأسعار والسوق بالكامل.
هذا النفوذ الاقتصادي الهائل منحه قوة سياسية غير مسبوقة، حتى أن الحكومة الأمريكية اضطرت لاحقًا إلى تفكيك شركة ستاندرد أويل عام 1911 تطبيقًا لقانون مكافحة الاحتكار، بعد أن أصبحت “إمبراطورية اقتصادية تهدد توازن السوق”.
ثروة خيالية وأعمال خيرية
ورغم اتهامه بالاحتكار، إلا أن روكفلر كان أيضًا رائدًا في العمل الخيري المنظم، إذ أنشأ مؤسسات تعليمية وطبية ضخمة، مثل جامعة شيكاغو ومؤسسة روكفلر الخيرية، التي ما زالت تموّل مشاريع علمية وإنسانية حتى اليوم.
مقارنة بمعاصريه
وفق تقديرات المؤرخين الاقتصاديين، فإن ثروة روكفلر – بعد احتساب التضخم – تعادل نحو 400 مليار دولار، أي أكثر من ضعف ثروة إيلون ماسك الحالية، لتجعله الأغنى في التاريخ الحديث بفارق واضح عن أي ملياردير معاصر.
قصة روكفلر لا تُختصر في الأرقام فحسب، بل تمثل درسًا عن قوة الرؤية الاقتصادية والإدارة الصارمة التي صنعت أسطورة لا يزال أثرها قائمًا في الاقتصاد العالمي حتى اليوم.


