كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
مانيلا – العرب نيوز
أعلنت الحكومة الفلبينية اليوم عن حادث تصادم خطير بين سفينة صيد فلبينية وسفينة صينية بالقرب من جزيرة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في أحدث مؤشر على تصاعد التوترات البحرية بين الدولتين. ووصفت مانيلا الحادث بأنه “اعتداء واضح على سيادة الفلبين ومصالحها البحرية”.
وقالت وزارة الخارجية الفلبينية في بيان رسمي إن السفينة الصينية لم تلتزم بالقواعد البحرية الدولية خلال مرورها قرب المياه الفلبينية، مما أدى إلى صدم سفينة الصيد وإلحاق أضرار مادية بها. وأضاف البيان أن السلطات الفلبينية استدعت السفير الصيني لتقديم احتجاج رسمي، مؤكدة على ضرورة “احترام القانون الدولي البحري وحماية سلامة السفن والمواطنين”.
وأوضحت الحكومة أن الحادث وقع في منطقة تعد جزءاً من المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، وأن الصيادين الفلبينيين يتعرضون بشكل متكرر لمضايقات مشابهة من قبل سفن صينية، ما يزيد من حساسية الوضع ويستدعي إجراءات فورية لضمان سلامتهم.
وقال مسؤول بحري فلبيني إن التحقيقات جارية لتحديد المسؤوليات، وإن السفينة المتضررة تلقت دعم الطوارئ، مؤكداً أن الحادث لم يسفر عن إصابات بشرية، لكنه يعكس التوترات المستمرة في بحر الصين الجنوبي، حيث تتنافس الصين والفلبين ودول جنوب شرق آسيا الأخرى على السيادة على الجزر والموارد البحرية.
ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة مواجهات بحرية سابقة بين الصين ودول الجوار، وسط تحذيرات دولية من تصعيد محتمل قد يؤثر على حركة الملاحة والتجارة في المنطقة الحيوية. وأكد محللون سياسيون أن استمرار هذه الحوادث يعكس هشاشة التوازن الأمني في بحر الصين الجنوبي، وأن حل النزاعات يتطلب تعزيز الحوار الدبلوماسي والالتزام بالقوانين البحرية الدولية.
من جانبها، دعت الفلبين المجتمع الدولي إلى مراقبة الوضع عن كثب والضغط على الصين لضمان احترام الحقوق السيادية للدول الأخرى، مشيرة إلى أن حماية الصيادين والمواطنين هي أولوية قصوى للحكومة.
وتشهد المنطقة منذ سنوات نزاعات متكررة على الجزر والموارد البحرية بين الصين ودول جنوب شرق آسيا، وهو ما يجعل أي حادثة تصادم مصدر قلق إقليمي ودولي، مع احتمالية تصعيد التوترات السياسية والاقتصادية في حال عدم التوصل إلى آليات واضحة لتسوية النزاعات.


