كتب : يسرا عبدالعظيم
تصعيد ناري ..حزب الله يدعو السعودية إلى توحيد الصفوف ضد إسرائيل
دعا نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، اليوم الجمعة المملكة العربية السعودية إلى فتح صفحة جديدة والدخول في حوار مباشر مع الحزب، في خطوة تعكس تصاعد التصريحات والدفع نحو تغيير في مواقف بعض الأطراف تجاه الساحة اللبنانية ودور حزب الله فيها.
تأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط دولية متزايدة على حزب الله، سواء من الولايات المتحدة أو من حلفاء إقليميين وسنّيين، تطالب بنزع سلاح الحزب أو الحد من نفوذه السياسي والعسكري في لبنان.
الدعوة من قاسم تُوحي بأنه يسعى إلى تخفيف التوترات وفتح قنوات تواصل محتملة مع السعودية، ربما لتخفيف العزلة السياسية أو لتأمين بيئة عربية أكثر توافقاً تجاه دور الحزب.
رمزية كبيرة: الدعوة إلى توحيد الصفوف ضد إسرائيل تعبّر عن رغبة الحزب بالتحوّل من موقع المواجهة إلى موقع يحاول فيه خلق تفاهمات إقليمية أو استراتيجية مع دول عربية كانت بعيدة أو متوترة علاقاتها معه.
تحديات كبيرة: السعودية تتبنى اليوم مواقف تُركّز على المواجهة ضد النفوذ الإيراني ومحور المقاومة، مما يجعل الحوار مع حزب الله أمرًا معقدًا، خصوصًا في ظل الاتهامات التي تربط الحزب بالتدخلات الإقليمية في سوريا واليمن وغيرها.
مناخ إقليمي حساس: التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تغيّرات كبيرة في تحالفاتها ومواقفها تجاه الصراعات الإقليمية، الأمر الذي قد يعطي هذه الدعوة فرصة للاحتواء أو للمناورة السياسية إذا ما تمّت بخلفية تفاهمات أكبر.
إن تطابق مواقف سعوديّة وحزب الله في بعض الملفات، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في توازنات القوى في لبنان بالذات، وربما في الموقف العربي تجاه الصراع مع إسرائيل.
لو أُجري حوار فعلي، فقد يكون مدخلًا لتسويات سياسية داخلية لبنانية، لتخفيف من حدة التوترات الأمنية والسياسية، خصوصًا فيما يتعلق بالجيش، والسلاح غير الرسمي، وسلاح حزب الله.
ممكن أيضًا أن تكون هذه الدعوة محاولة لرفع الحرج من السعودية في الملفات الدولية، خاصة إذا ما تم استثمارها إعلامياً ودبلوماسياً لتظهيرها كطرف يسعى للتقريب والحوار رغم الضغوط.


