كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فلسطين – العرب نيوز:
شهد قطاع غزة صباح اليوم السبت موجة جديدة من التصعيد، بعدما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف العنيف على مناطق متفرقة من القطاع، ما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيًا وانتشال 99 جثمانًا من تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة منذ ساعات الفجر الأولى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن أطقم الإسعاف والدفاع المدني تعمل في ظروف شديدة الصعوبة لانتشال الضحايا من تحت الركام في المناطق الشرقية من غزة وخان يونس ورفح، مؤكدة أن الأرقام مرشحة للارتفاع في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي ووجود مئات المفقودين.
وأوضحت مصادر محلية أن القصف الإسرائيلي استهدف عدة مناطق سكنية بشكل مفاجئ، بينها حي الشجاعية وبيت لاهيا وخان يونس، ما أدى إلى انهيار عدد من الأبراج السكنية فوق رؤوس قاطنيها، بينما تكافح فرق الإنقاذ للوصول إلى العالقين في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والمعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض.
من جانبها، حمّلت الحكومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية “الجرائم المستمرة بحق المدنيين”، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف العدوان، ومؤكدة أن استمرار استهداف المدنيين والمستشفيات “يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”.
أما وكالة الأونروا فأكدت أن مراكزها الإيوائية في القطاع تستقبل آلاف النازحين الجدد يوميًا، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير، مع نقص حاد في المياه والدواء والغذاء، مشيرة إلى أن العشرات من مدارسها تضررت خلال الأيام الماضية بسبب القصف.
من جهة أخرى، قال شهود عيان إن قوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى بعض المناطق المستهدفة، ما يزيد من صعوبة إنقاذ الجرحى والمصابين، في حين تشير تقارير طبية إلى أن معظم الإصابات ناجمة عن قصف عشوائي لمناطق مأهولة بالسكان.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الجهود الدولية لوقف إطلاق النار تعثرًا بعد فشل جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة أمس الجمعة، إذ ما زالت الخلافات قائمة بشأن بنود الاتفاق وآلية تطبيقه على الأرض.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عام خلف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، ودمر جزءًا كبيرًا من البنية التحتية في غزة، فيما تحذر منظمات حقوق الإنسان من أن القطاع بات على حافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذا استمر الحصار والقصف دون تدخل عاجل من المجتمع الدولي.


