كتب : دينا كمال
تصعيد إسرائيلي عنيف في غزة ونزوح جماعي
يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف اليوم السبت على مناطق متفرقة بمدينة غزة، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن الهجمات الجوية غير مسبوقة، فيما تتقدم الدبابات في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان، في أول اختراق من نوعه لأحد أبرز شوارع المدينة الرئيسية.
وسجّلت مصادر طبية في غزة مقتل 31 فلسطينيا جراء النيران الإسرائيلية، بينهم 26 في مدينة غزة وحدها.
كما أعلنت وزارة الصحة في القطاع تسجيل حالتي وفاة جديدتين بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، موضحة أن عدد ضحايا المجاعة ارتفع إلى 442، بينهم 147 طفلا.
وأكدت الوزارة استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة مطالبتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة بالتدخل الفوري.
وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر إسرائيلية أن الجيش كثف هجماته للسيطرة على مدينة غزة، مشيرة إلى أن العملية دخلت مراحل متقدمة، وأن ثلاث فرق عسكرية تتحرك بالتوازي.
وأضافت هذه المصادر أن التقدم خلال الساعات الأخيرة تجاوز توقعات القيادات.
وأوضحت تقديرات الدفاع المدني في غزة أن نحو 450 ألف شخص نزحوا جنوب القطاع منذ أواخر أغسطس، بينما قدّرت إسرائيل عدد النازحين بنحو 480 ألفا.
وأشار شهود عيان إلى أن القصف الجوي يتواصل بعنف في عدة أحياء بالمدينة، بينما تتقدم الدبابات في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان.
من جانبه، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن تهديدات إسرائيل بالانتقام لا يجب أن تثني الدول عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مؤكدا أن تل أبيب تواصل التصعيد لتدمير غزة وفرض ضم تدريجي للضفة الغربية. ووصف ما يجري بأنه “الأسوأ” في فترة ولايته وربما في حياته.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميا بدولة فلسطين يوم الاثنين المقبل خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤكدا أن الخطوة جزء من خطة سلام شاملة.
كما أوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أن الاعتراف ليس مجرد إجراء رمزي ولا يعني نهاية الجهود الدبلوماسية.
أما البرتغال فأكدت أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية يوم الأحد، قبل انعقاد جلسة الجمعية العامة، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد مشاورات دولية وفي ظل التطورات الإنسانية الخطيرة في غزة.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يطّلع بعد على تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والذي خلص لأول مرة إلى أن إسرائيل ارتكبت “إبادة جماعية” في غزة. وأضاف ترامب أن هجوم 7 أكتوبر كان أيضا “إبادة جماعية” على حد تعبيره.
وكانت لجنة أممية مستقلة قد أكدت أن كبار القادة الإسرائيليين حرّضوا على الإبادة، مشيرة إلى أن الهجوم على غزة أسفر عن أكثر من 65 ألف قتيل معظمهم مدنيون، وفقا للهيئات الصحية المحلية.
ومنذ اندلاع الحرب، اضطر معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة للنزوح مرة واحدة على الأقل داخل القطاع.


