كتب : يسرا عبدالعظيم
تصريح خطير من وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي: الولايات المتحدة أبلغتنا بعمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة
كشف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، أن نظيره الأميركي قد أخطره قبل عشرة أيام بوجود عمليات عسكرية مرتقبة في المنطقة، مذكّراً بأن الجانب الأميركي شدّد على عدم تدخل الفصائل العراقية، وأنه تمّ توجيه رسالة تحذير واضحة إلى بغداد بهذا الشأن.
قال العباسي إن الاتصال الهاتفي جرى مع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، واستمر نحو 11 إلى 12 دقيقة، حسب ما أفاد به الوزير العراقي.
حضر الاتصال من الجانب العراقي: رئيس أركان الجيش، نائب قائد العمليات المشتركة، معاون العمليات، ومدير الاستخبارات العسكرية.
خلال المحادثة، تطرّق الطرفان إلى التعاون في مجال الطائرات المسيرة، ومذكرة تعاون أمنية واستخبارية مقترحة، وصفقة مروحيات من طراز «بيل» لتسليمها إلى العراق.
ختم الوزير الأميركي الاتصال برسالة تحذير واضحة: «هذا تبليغ أخير لكم… أنتم تعرفون جيدًا كيف سيكون رد الإدارة الحالية».
مضمون التحذير يتمحور حول وجود عمليات عسكرية ستُنفّذ داخل الأراضي السورية، مع تركيز على عدم تدخل الفصائل العراقية في تلك العمليات.
هذا التحرك الأميركي يُقرأ ضمن سعي واشنطن إلى تنظيم عمل الفصائل العراقية ودورها في المنطقة، وتجنّب تصعيدات غير متوقعة قد تستهدف مصالحها أو تستهدف وقوع العراق في مواجهة مباشرة مع دول الجوار.
يُثير هذا الإعلان تساؤلات حول سيادة العراق والتداخل الأميركي في الشؤون الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق باستعمال الأراضي العراقية أو تحرّكات عسكرية غرب الحدود.
قد يؤدي هذا إلى ضغط داخلي على الحكومة العراقية من الفصائل التي تشعر بأنها مُستهدفة أو مُقيّدة بدور محدد.
كما يُعدّ اختبارًا لقدرة بغداد على جمع التوازن بين العلاقة مع واشنطن والمحافظة على مصالحها الوطنية وموقفها من الحركات المسلحة في البلاد.
تصريحات ثابت العباسي تضع العراق في مفترق طرق، بين استجابة للتحذيرات الأميركية من جهة، وضمان استقلال القرار العراقي من جهة أخرى. ما جرى يؤكد أن بغداد أصبحت دخلت مرحلة تسيج وتحذير ضمن تحالفات إقليمية متشابكة، وليس مجرد متلقٍ للأوامر، ما يزيد من أهمية مراقبة تحركاتها القادمة.


