كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تسليم ثلاث جثث إلى الجانب الإسرائيلي مساء الجمعة، عبر وساطة دولية، في خطوة تأتي ضمن اتفاقية تبادل الجثامين المرتبطة بوقف إطلاق النار الذي أُبرم مطلع أكتوبر 2025.
وقالت الكتائب في بيان رسمي إن عملية التسليم تمت بمرافقة فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مؤكدة أنّها أتمّت هذه الخطوة وفق التزاماتها، ووصفت البيان بأنها “خطوة إنسانية ضمن التزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه الأطراف كافة”.
من جانبها، أفادت السلطات الإسرائيلية بأن الفحوص الجنائية، بما في ذلك اختبار الحمض النووي، أظهرت أن الجثث التي استلمتها ليست لأي من الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، ما أثار تساؤلات حول مدى الالتزام الكامل ببنود الاتفاق بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات كبيرة على الأرض، خصوصاً مع الصعوبات اللوجستية والوضع الأمني المتوتر في قطاع غزة، حيث تعيق الخراب الواسع وصعوبة الوصول إلى بعض المواقع إمكانية استكمال تبادل الجثامين والأسرى بشكل كامل وسلس.
ويرى المراقبون أن الخطوة الجزئية قد تزيد التوتر بين الأطراف، إذ قد تعتبر إسرائيل التسليم غير الكامل انتهاكاً لاتفاق التهدئة، في حين تصر كتائب القسام على أنها نفّذت ما بوسعها ضمن الظروف الميدانية الصعبة.
وتأتي هذه العملية وسط متابعة دولية دقيقة، مع دعوات من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لضمان تسليم الجثامين والأسرى بطريقة آمنة ومنسقة، وإعادة حقوق العائلات في التعرف على ذويها، في محاولة لتخفيف حدة التوتر وفتح المجال لمفاوضات لاحقة قد تشمل تبادل الأسرى.


