كتب : دينا كمال
اليوم العالمي للبصر.. إجهاد العين الرقمي خطر يهدد الجميع
يُحيي العالم في 9 أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للبصر بهدف تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على صحة العيون. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص حول العالم يعانون من ضعف في البصر القريب أو البعيد، ويمكن الوقاية من هذه الحالات أو علاجها لدى ما لا يقل عن مليار شخص منهم.
خلال السنوات الأخيرة، أصبحت مشكلات الرؤية الناتجة عن استخدام الشاشات مصدر قلق متزايد لدى جميع الفئات العمرية. ففي العصر الرقمي الحالي، صارت الشاشات جزءًا أساسياً من حياتنا اليومية، من الحواسيب والهواتف المحمولة إلى الأجهزة اللوحية والتلفزيونات. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا سهّلت الكثير من أمور الحياة، فإنها أفرزت أيضاً مشكلة صحية متنامية تُعرف باسم إجهاد العين الرقمي أو متلازمة الرؤية الحاسوبية.
ووفقاً لتقرير موقع NDTV، ازداد الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات بشكل ملحوظ، سواء لأغراض التعليم أو العمل أو الترفيه. فموظفو المكاتب يقضون ساعات طويلة أمام الحواسيب، والطلاب يتلقون دروسهم عبر الإنترنت، فيما يقضي الأطفال معظم أوقات فراغهم أمام الأجهزة الذكية. ويعتقد الخبراء أن من يستخدمون الشاشات لأكثر من ساعتين يومياً أكثر عرضة للإصابة بأعراض إجهاد العين الرقمي.
أبرز أعراض إجهاد العين الرقمي تشمل جفاف العينين، وتشوش الرؤية، والصداع، والإرهاق البصري، وآلام الرقبة والكتفين، إضافة إلى صعوبة التركيز بعد فترات طويلة من الاستخدام. وتحدث هذه الأعراض نتيجة حاجة العين للتكيّف المستمر مع تغيرات الضوء والمسافات بين الشاشة والعين.
تأثير الشاشات على العينين يعود إلى قلة الرمش أثناء الاستخدام، إذ يقل معدل الرمش إلى الثلث تقريباً، مما يؤدي إلى جفاف العين وتهيجها. كما يُسهم الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات في زيادة الضغط على شبكية العين واضطراب النوم، في حين تؤدي الوضعيات غير الصحيحة أثناء الجلوس إلى تفاقم المشكلة.
ولم تعد هذه المشكلات مقتصرة على البالغين فقط، بل ظهرت أيضاً لدى الأطفال والمراهقين نتيجة التعلم والألعاب الإلكترونية. كما رصد أطباء العيون ارتفاعاً ملحوظاً في حالات قصر النظر بين الشباب، وهو ما قد يتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يُعالج مبكراً.
طرق بسيطة للوقاية من إجهاد العين:
تطبيق قاعدة 20-20-20: النظر إلى جسم يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة.
الحفاظ على مسافة مناسبة بين العين والشاشة.
تقليل وهج الشاشة واستخدام فلاتر الضوء الأزرق.
الرمش باستمرار وأخذ فترات راحة وشرب الماء بانتظام.
توفير إضاءة مناسبة في مكان العمل أو الدراسة.
ويُعد إجراء فحوصات دورية للعينين أمراً ضرورياً للكشف المبكر عن المشكلات البصرية. وقد يوصي الطبيب بارتداء نظارات مخصصة للحاسوب تقلل من التعرض للضوء الأزرق، بينما يحتاج من يستخدمون النظارات أصلاً إلى تحديث الوصفة الطبية بانتظام لتجنب أي إجهاد إضافي.


