كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تصريحات نادرة، قالت وزيرة الصناعة والطاقة اليابانية، سناي تاكايشي، خلال لقاء مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إن مطالبة واشنطن طوكيو بالتوقف عن استيراد الغاز الروسي تُعد «خطوة صعبة للغاية ولن تُسعد سوى روسيا».
وأكدت تاكايشي أن نحو 9% من احتياجات اليابان من الغاز الطبيعي المسال تأتي من مشروع ساخالين‑2 الروسي، وهو ما يجعل التخلي المفاجئ عنه أمراً معقداً، ويحتاج إلى خطط بديلة ومصادر جديدة للطاقة لضمان استمرار الإمدادات.
وأضافت أن أي قرار مفاجئ بقطع واردات الغاز الروسي سيؤدي إلى ضغوط اقتصادية على الصناعات اليابانية، وسيمنح روسيا فرصة لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية في الوقت نفسه. وأشارت إلى أن طوكيو تسعى لتنسيق أي خطوات مستقبلية مع حلفائها في مجموعة السبع، بما يحافظ على مصالحها الوطنية دون تعريض أمن الطاقة للخطر.
من جهتها، تضغط الولايات المتحدة على اليابان لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، في إطار حملة غربية أوسع لعزل روسيا اقتصادياً بسبب النزاع في أوكرانيا. لكن تصريحات تاكايشي تعكس حذر طوكيو في الموازنة بين الالتزامات الدولية والحاجة لضمان إمدادات الطاقة بأسعار مستقرة.
ويقول خبراء في الطاقة إن اليابان قد تعتمد على حلول تدريجية تشمل استيراد الغاز من مصادر بديلة مثل أستراليا والولايات المتحدة، مع الحفاظ على جزء من وارداتها الروسية لفترة مؤقتة لتجنب أي صدمات اقتصادية مفاجئة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتجه فيه الأنظار إلى موازين القوى في سوق الطاقة العالمي، حيث تُظهر الدول الصناعية الكبرى صعوبة فصل مصالحها الاقتصادية عن الضغوط السياسية الدولية، بما يجعل أي تحرك مرتبط بالغاز الروسي خطوة دقيقة تتطلب حسابات استراتيجية دقيقة.


