كتب : يسرا عبدالعظيم
الولايات المتحدة وبريطانيا تسحبان موظفي سفارتيهما غير الأساسيين من مالي وسط تصاعد التوترات الأمنية
أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) اليوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، نقلاً عن مسؤولين غربيين، أن الولايات المتحدة وبريطانيا شرعتا في سحب موظفي سفارتيهما غير الأساسيين من العاصمة المالية باماكو، وذلك في خطوة تعكس تزايد القلق الدولي من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.
وأوضح المسؤولون أن القرار يأتي في إطار إجراءات احترازية لحماية الطواقم الدبلوماسية في ظل تصاعد التهديدات الأمنية والهجمات المسلحة التي تنفذها جماعات متشددة تنشط في شمال ووسط مالي، إضافة إلى حالة الاضطراب السياسي المستمرة منذ الانقلاب العسكري عام 2021.
وبحسب المصادر، فإن السفارتين الأميركية والبريطانية ستبقيان على الحد الأدنى من الموظفين الضروريين لاستمرار الخدمات الأساسية ومتابعة التطورات الميدانية، فيما تم تعليق الزيارات غير الضرورية وتحذير الرعايا من السفر إلى معظم مناطق البلاد.
وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد أعمال العنف في عدة مناطق مالية، خصوصًا في تمبكتو وغاو، حيث تشهد المنطقة مواجهات متكررة بين قوات الجيش المالي المدعومة بعناصر فاغنر الروسية من جهة، وجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و“داعش” من جهة أخرى.
ويرى مراقبون أن هذا التطور يعكس تنامي العزلة الدولية لحكومة باماكو، خاصة بعد تدهور علاقاتها مع الغرب إثر انسحاب قوات الأمم المتحدة (مينوسما) من البلاد، وتحول التحالفات نحو روسيا.
ويُتوقع أن تزيد هذه الخطوة من الضغوط الدبلوماسية على المجلس العسكري المالي، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات اقتصادية وأمنية متفاقمة تهدد استقرار المنطقة بأسرها.


