كتب : يسرا عبدالعظيم
السعودية تضع قدمًا قوية بأفريقيا: فرع رسمي لبنك التصدير والاستيراد في الدار البيضاء
في خطوة مفاجئة وربما متوقعة للراغبين في تعزيز الروابط الاقتصادية بين الشرق الأوسط وأفريقيا، بنك التصدير والاستيراد السعودي (Saudi Exim Bank) يعتزم افتتاح مكتب تمثيلي في المدينة المالية بالدار البيضاء، المغرب، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرغ”. هذه الخطوة ليست مجرد افتتاح فرع، بل هي إشارة قوية إلى توجه استراتيجي كبير نحو التوسع الخارجي وتعميق الشراكات القارية.
دوافع الاستراتيجية
الموقع الجغرافي المزدوج: المغرب يُعد بوابة لأفريقيا ومركزًا تجاريًا هامًا بين الشمال والجنوب، مما يجعله موقعًا مناسبًا لفرع هدفه خدمة الأسواق الإفريقية بسهولة.
المناخ المالي والتنظيمي الملائم: المدينة المالية بالدار البيضاء تُعد من المراكز المالية الناشئة المنخرطة في جذب الاستثمار، مع بنية تحتية قانونية وتنظيمية لاستقبال المؤسسات الدولية.
تعزيز الصادرات غير النفطية: بنك التصدير والاستيراد السعودي منذ تأسيسه يُركّز على دعم الصادرات السعودية غير النفطية، وتسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية؛ أفريقيا تُعتبر شريحة كبيرة من هذه الأسواق.
تقليل تكاليف اللوجستيات والتمويل: وجود فرع قريب من المستوردين والموزّعين الأفارقة قد يقلل من تكاليف النقل، التعرف على اللوائح المحلية، وتسهيل خدمات مثل الاعتمادات، التأمين، والتحويلات المالية.
التأثير المحتمل على العلاقات الاقتصادية
زيادة في حجم التجارة البينية بين السعودية والدول الإفريقية، خصوصًا مع الدول التي تواجه صعوبات في التمويل الخارجي أو اللوائح المعقدة.
فرص للشركات السعودية من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتصدير منتجاتها إلى أسواق جديدة، وفتح شراكات صناعية وإقتصادية مع نظائرها الأفريقية.
تعزيز مركز المغرب المالي كمحور للاستثمار العربي – الإفريقي، مما يزيد من جاذبيته للمستثمرين والمؤسسات المالية الدولية. بالفعل، ظهرت إشارات على أن مكتب التمثيل قد تم الحصول على التصريحات التنظيمية بمساعدة مكتب محاماة مغربي مختص؛ مما يؤكد جدية العملية.
التحديات التي قد تواجه المشروع
القوانين والتنظيمات المحلية والإفريقية: يجب أن يكون الفرع ملتزمًا بالتشريعات المغربية وقوانين البلدان الأفريقية التي سيتعامل معها. الامتثال لمعايير مكافحة غسل الأموال، الشفافية، الضرائب، إلخ.
المخاطر المالية والسياسية في بعض البلدان الإفريقية التي قد تكون غير مستقرة من حيث العملة أو البيئة السياسية.
المنافسة مع بنوك التمويل الأخرى والمؤسسات العالمية التي تسعى لنفس الأسواق وقد تمتلك خبرة محلية أقوى.
فتح فرع تمثيلي لبنك التصدير والاستيراد السعودي في الدار البيضاء خطوة استراتيجية تحمل معها فرصًا كبيرة لتعزيز التبادل التجاري السعودي الإفريقي، وتسهيل وصول الصادرات غير النفطية إلى أسواق جديدة، فضلًا عن دعم رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد. إذا تمت الإدارة بحكمة ومعايير تنظيمية قوية، يمكن أن يصبح هذا المكتب مركزًا مؤثرًا للرابطة الاقتصادية بين السعودية وأفريقيا.


