كتب : دينا كمال
الدرونز تُحدث ثورة في صيانة أبراج الاتصالات
لم تعد شركات الاتصالات الأميركية الكبرى مثل T-Mobile وVerizon وAT&T بحاجة إلى إرسال فرق فنية لتسلق الأبراج الشاهقة لفحصها، بعدما أصبحت الطائرات المسيّرة (الدرونز) تقوم بالمهمة بسرعة ودقة وأمان أعلى.
تشهد تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تحولاً جوهرياً في واحدة من أخطر مهام قطاع الاتصالات وأكثرها كلفة، وهي عمليات فحص وصيانة الأبراج.
وبدلاً من المخاطرة بحياة الفنيين على ارتفاعات عالية، باتت الشركات تعتمد على طيارين معتمدين من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، إضافة إلى أنظمة طيران ذاتية تعمل على تصوير الأبراج وجمع البيانات بدقة عالية، ما يجعل الصيانة أسرع وأقل تكلفة.
وداعاً لتسلق الأبراج
على مدار عقود، اعتمدت شبكات الاتصالات على آلاف الأبراج المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة، وكان الفنيون يتسلقونها بانتظام لمعاينة المعدات والتأكد من سلامتها — مهمة صعبة، خاصة في ظروف الطقس القاسية أو مواقع الأبراج المعزولة.
لكن دخول الطائرات المسيّرة غيّر المشهد كلياً، إذ أصبحت الدرونز المزودة بكاميرات دقيقة ومستشعرات حرارية وتقنيات LiDAR قادرة على رسم خرائط تفصيلية للأبراج واكتشاف أي خلل أو تآكل في غضون ساعات فقط بعد أن كانت تستغرق أياماً.
وتتيح التقنية الجديدة للفرق الفنية تحليل الصور والبيانات من مكاتبهم وتحديد نوع الأعطال مسبقاً قبل إرسال فرق الإصلاح الميدانية.
صيانة أكثر أماناً وأقل كلفة
لطالما اعتُبر تسلق الأبراج من أكثر المهام خطورة في قطاع الاتصالات، لما ينطوي عليه من مخاطر السقوط أو التعرض للصدمات الكهربائية، لكن مع الاعتماد على الدرونز، تمكنت الشركات من تعزيز سلامة موظفيها وتقليل التكاليف التشغيلية في آن واحد.
كما تسمح هذه التكنولوجيا بتكرار عمليات التصوير في فترات زمنية محددة، مما يمكّن الشركات من رصد التآكل الهيكلي أو نمو النباتات المحيطة بالأبراج والتخطيط المسبق لأعمال الصيانة.
ذكاء يخدم شبكات الجيل الخامس
مع التوسع السريع في شبكات 5G، أصبحت الدرونز أداة ذكية لإدارة البنية التحتية المعقدة. فهي تمنح الشركات رؤية فورية ومفصلة للأبراج وتساعدها على الكشف المبكر عن الأعطال قبل أن تؤثر على جودة الخدمة.


