كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
جوبا – العرب نيوز
حذّرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان من تفاقم موجات العنف المسلح في عدد من الولايات الجنوبية، مؤكدة أن تصاعد الهجمات بين الجماعات المحلية والمليشيات المسلحة يهدد بانزلاق البلاد مجددًا إلى دائرة الصراع الأهلي بعد سنوات من محاولات الاستقرار الهشة.
وقالت اللجنة في تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء إن الشهور الأخيرة شهدت ارتفاعًا حادًا في أعمال القتل والنزوح والانتهاكات بحق المدنيين، خصوصًا في ولايات أعالي النيل وجونقلي والوحدة، مشيرة إلى أن الصراع بات يتخذ طابعًا عرقيًا وسياسيًا معقّدًا يزيد من صعوبة جهود الوساطة والمصالحة الوطنية.
وأوضح التقرير أن الهجمات المتبادلة بين المليشيات أدت إلى مقتل مئات الأشخاص وتشريد الآلاف، إضافة إلى تدمير قرى ومرافق صحية وتعليمية، بينما يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الطبية نتيجة انقطاع طرق الإمداد وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وأعربت اللجنة عن قلقها من استمرار استخدام الأطفال في القتال وتجنيدهم قسرًا من قبل بعض المجموعات المسلحة، مطالبة الحكومة الانتقالية في جوبا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما أشار التقرير إلى أن “الفراغ الأمني وضعف مؤسسات الدولة” أسهما في تفاقم الأزمة، مؤكدًا أن غياب المساءلة عن الجرائم السابقة شجع أطراف النزاع على مواصلة القتال دون خشية من العقاب.
من جانبها، دعت رئيسة اللجنة ياسمين سوكا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط أكبر على الأطراف السياسية في جنوب السودان للالتزام باتفاق السلام الموقع عام 2018، معتبرة أن “أي تراجع في تنفيذ بنوده يعني العودة إلى الفوضى والعنف الواسع”.
وفي المقابل، أكد متحدث باسم الحكومة الانتقالية أن السلطات “تبذل جهودًا متواصلة لاستعادة الأمن والاستقرار”، مشيرًا إلى أن قوات الجيش والشرطة نُشرت في المناطق المتوترة، وأن الحكومة تعمل بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في البلاد لاحتواء الصراع وفتح ممرات إنسانية آمنة.
وحذرت منظمات إنسانية من أن استمرار العنف سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، خصوصًا مع اقتراب موسم الأمطار الذي يعيق وصول المساعدات، ويهدد حياة مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية داخل المخيمات.
عدد المشاهدات: 0


