كتب : يسرا عبدالعظيم
إزالة اسم حافظ الأسد من مئذنة الجامع الأموي في دمشق
شهدت العاصمة السورية دمشق خلال الساعات الماضية خطوة لافتة تمثلت في إزالة اسم الرئيس الراحل حافظ الأسد من على إحدى مآذن الجامع الأموي، أحد أهم المعالم التاريخية والدينية في سوريا والعالم الإسلامي.
وجاءت الخطوة بهدوء ودون إعلان رسمي، حيث لاحظ عدد من المصلّين والزائرين اختفاء اللوحة المعدنية التي كانت تحمل اسم الأسد منذ سنوات طويلة، في موقع بارز على المئذنة الشرقية للمسجد.
خلفية تاريخية
كان اسم حافظ الأسد قد أُضيف إلى المئذنة بعد أعمال الترميم التي شهدها الجامع الأموي في تسعينيات القرن الماضي، تكريمًا له باعتباره الراعي الرسمي لتلك الترميمات آنذاك. إلا أن الخطوة ظلت مثار جدل واسع بين الأوساط الدينية والثقافية، نظرًا لما يحمله الجامع من رمزية دينية تتجاوز الأبعاد السياسية.
تباينت التفسيرات حول دوافع إزالة الاسم، فبينما رأى البعض أنها جزء من توجه جديد لإعادة الاعتبار للطابع الديني والتاريخي للجامع بعيدًا عن الرموز السياسية، اعتبر آخرون أن الأمر قد يعكس تحولات في الخطاب العام داخل البلاد أو محاولة لتخفيف الطابع الشخصي الذي ارتبط بالمؤسسات الدينية خلال العقود الماضية.
الجامع الأموي… رمز يتجاوز الزمن
يُعدّ الجامع الأموي أحد أقدم المساجد في العالم الإسلامي، ويعود بناؤه إلى القرن الثامن الميلادي، وقد ظل عبر التاريخ مركزًا دينيًا وثقافيًا وروحيًا بارزًا في دمشق.
ورغم غياب تعليق رسمي حتى الآن من وزارة الأوقاف أو الجهات المعنية، فإن الخطوة تحمل بعدًا رمزيًا عميقًا في بلد تتقاطع فيه السياسة بالدين والتاريخ، لتفتح الباب أمام نقاش جديد حول هوية الرموز في الفضاء العام السوري.


