زيلينسكي يرد على انتقادات ترامب بأسلوب يثير التساؤلات

كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية

كييف – تزايدت حدة التوتر بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بعد سلسلة انتقادات لاذعة أطلقها الأخير، وردّ زيلينسكي بطريقة أثارت التساؤلات حول ما إذا كان يحاول طمأنة واشنطن أم يسعى إلى توازن سياسي داخلي وخارجي أكثر دقة.

بدأ التصعيد عندما وصف ترامب زيلينسكي بأنه “ديكتاتور من دون انتخابات”، متهما القيادة الأوكرانية بعدم امتنان كافٍ تجاه الدعم الأمريكي، خصوصاً في ملف ضمانات وقف الحرب. وأضاف ترامب، خلال لقاء في البيت الأبيض، أن أوكرانيا قد تمنح الولايات المتحدة امتيازات في معادن نادرة رغم ما وصفها بـ“نقص الامتنان”. 

في رد رسمي على هذه الانتقادات، نشر زيلينسكي منشوراً عبر حسابه على منصة “إكس”، عبّر فيه عن امتنانه لترامب “شخصياً” على المساعدات التي وصفها بأنها “أنقذت أرواح أوكرانيين”. وأضاف: “أوكرانيا ممتنة للولايات المتحدة ولكل قلب أميركي، وللرئيس ترامب شخصياً”. 

ردّ زيلينسكي هذا أثار تساؤلات لدى المحللين والمتابعين: هل يعكس الامتنان شخصياً استراتيجيّة دبلوماسية مدروسة؟

من جهة، يرى البعض أن الزعيم الأوكراني يحاول طمأنة الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة في خضم مفاوضات السلام التي تجري في جنيف، والتي ربما تشمل ضمانات أمنية طويلة الأمد. وأكد زيلينسكي في كلمته اليومية أنه يأمل في “عمل بنّاء” مع الولايات المتحدة، معرباً عن ضرورة أن تكون العلاقة مبنية على بناء الثقة وليس التوتر. 

لكن في المقابل، اعتبر محللون أن أسلوب زيلينسكي يبدو “متضارباً”: فهو من جهة يرد بشكر رقيق، ومن جهة أخرى لا يتراجع عن مواقفه، ولا يطلب اعتذارًا من ترامب على ما وصفه بالإهانات العلنية. وبحسب تقرير من صحيفة الغارديان، فإن كثيرين في أوكرانيا رأوا أن زيلينسكي كان مدعوًّا إلى فخ مصمم لإذلاله أمام الرأي العام؛ لكن زعيم كييف صمد ورفض الانحناء، حسب وصفهم. 

تأتي هذه المواجهة في وقت حساس، إذ تشهد الأوساط الدبلوماسية تحركات مكثّفة من جانب كييف لإغلاق تفاهمات أمنية مع واشنطن. وقد أشار زيلينسكي إلى وجود تفاهم مع ترامب بشأن “ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب”. 

يُذكر أن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، انتقد بدوره استراتيجية زيلينسكي بانتقاد ترامب علناً، واصفاً ذلك بأنه “طريقة غير فعالة” مع إدارة لا تتأثر بسهولة بالانتقادات العامة. 

وبالرغم من التوتر، لم يتراجع زيلينسكي عن خطه: فقد رفض الاعتذار على التبادل الحاد مع ترامب في البيت الأبيض، قائلاً إنه “لا يعتقد أنه ارتكب خطأً”، وإن العلاقة الأمريكية الأوكرانية “أكبر من مجرد موقف بين رئيسين”.