كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تشهد الساحة اليمنية جنوب البلاد تصعيدًا جديدًا للتوترات، بعد أن أسفرت سلسلة هجمات مسلحة نُفذت، الجمعة، عن مقتل 3 من جنود “قوات دفاع شبوة” التابعة للقوات المسلحة الجنوبية وإصابة سبعة آخرين، في هجوم بطائرة مسيّرة استهدف معسكرًا للقوات الجنوبية بمحافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.
وأفادت المصادر العسكرية والطبية بأن الهجوم، الذي وقع بالقرب من معسكر “عارين” بين شبوة ومأرب، استُخدمت فيه طائرة من دون طيار أطلقت مقذوفات متفجرة على تجمعات الجنود، ما أسفر عن سقوط القتلى والجرحى.
وأشار المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب، في تصريحات عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إلى أن القوات الموالية لحزب الإصلاح اليمني (الذي يُنظر إليه كفرع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن) هي من تقف وراء هذا الهجوم، وذلك بعد ما وصفه بفرار عناصر التنظيم من مواقعهم في وادي وصحراء حضرموت.
وأكد المقدم النقيب أن هذا العمل العدائي لن يمر من دون ردّ رادع من قبل القوات الجنوبية، ملوّحًا بمواجهة العمليات التي تُتهم بها عناصر الإخوان المسلمين في اليمن.
وأتى هذا الحدث بعد إحباط قوات جنوبية، الخميس، لهجوم شنّه تنظيم القاعدة على مواقعها في محافظة شبوة في وقت سابق من الأسبوع ذاته، ما يعكس ارتفاع مستوى التهديدات الأمنية المتعددة التي تواجه القوات في الجنوب.
خلفية الأزمة وتداعياتها
تأتي هذه الحوادث في سياق تصاعد الصراع في الجنوب اليمني الذي يشهد صدامات بين قوى متعددة، تشمل القوات الجنوبية المدعومة من المجلس الانتقالي، وعناصر تنظيم القاعدة، إضافة إلى الجماعات المتهمة بالانتماء إلى “الإخوان”. وتتزايد المخاوف من توسع دائرة العنف في مناطق تعتبر نقاط تماس بين القوى المتنافسة جنوب اليمن.
وأشار مراقبون إلى أن استمرار الهجمات بطائرات مسيّرة، التي يُرجّح أنها تأتي من اتجاهات تخضع لسيطرة جماعات مسلحة، يزيد من تعقيد المشهد الأمني في مناطق شبوة والمحافظات الجنوبية، ويهدد باندلاع مواجهات واسعة إذا تكررت مثل هذه الهجمات.
ويعكس هذا التصعيد استمرار حالة الانقسام في اليمن، التي تشهد تفككًا أمنيًا وعسكريًا واسع النطاق منذ اندلاع الحرب في 2014، مع تزايد نفوذ التنظيمات المسلحة المختلفة واستغلالها الفراغ الأمني لتكثيف عملياتها في الجنوب.


