كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
عاد 78 عاملاً من بنغلاديش إلى وطنهم مؤخراً على متن رحلة تابعة Ethiopian Airlines بالتَرَانزيت عبر أديس أبابا، بعد إنهاء عملهم في السعودية. لكن المفاجأة الصادمة كانت عند وصولهم إلى مطار Hazrat Shahjalal International Airport في العاصمة دكا — حيث اكتشفوا أن حقائبهم قد تم فتحها وكأن الأقفال كُسرت، وأن جميع محتوياتها — ثمرة سنوات من العمل «شقا عمرهم» كما وصفوها — قد اختفت بالكامل.
تفاصيل الواقعة
عند استلام الأمتعة من سير الحقائب، فوجئ العمال بأن حقائبهم فارغة، فاندلع مشهد غضب وفوضى في المطار. بعض المُسافرين انهاروا بالبكاء، وآخرون بدأوا بالصراخ، مردّدين «ضاع شقا العمر» — في إشارة إلى أن ما فقدوه كان مدخراتهم وما جمعوه طوال سنوات من العمل.
ركّب كثير منهم أصابع الاتهام على الخطوط الجوية الإثيوبية وموظفيها، باعتبار أنهم الجهة الوحيدة التي تسلمت الحقائب منذ السعودية وأشرفت على نقلها للطائرة.
الفيديو المتداول على مواقع التواصل أثار موجة استياء كبيرة، واعتبره نشطاء «فضيحة» و«خيانة لثقة العمال».
رد فعل رسمي ومحاولات لتفسير الحادث
أصدرت Civil Aviation Authority of Bangladesh (CAAB) بيانًا أوضحت فيه أن حالات اختفاء محتويات الأمتعة للركاب المنقولين (out‑pass returnees) غالبًا ما تنتج عن إجراءات جمع ونقل الأمتعة في الخارج، وليس بالضرورة نتيجة لسوء تصرّف في مطار دكا أو من موظفي الخطوط الجوية.
وفق الهيئة، أغلب الحقائب تُدمج في شحنة جماعية (bulk consignment) قبل إرسالها إلى بنغلاديش، وكل «حقيبة جماعية» تحمل محتويات عدد من الركاب، ما يجعل من الصعب تحديد أي حقيبة تخص أي فرد — وبالتالي يصعب على الخطوط أو المطار ضمان سلامة أو عودة جميع الأغراض.
وأضافت أنه في بعض الحالات، تمثل الإجراءات الأمنية والهجرة في السعودية حجر الزاوية في اختفاء الأمتعة — إذ إن الشرطة السعودية غالبًا ما تستحوذ على الأمتعة كجزء من إجراءات الترحيل، دون إصدار قوائم محتويات واضحة.
أبعاد الواقعة وردود الفعل
الحادث أثار غضبًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل في بنغلاديش والعالم العربي، الذين رأوا في الواقعة «خيانة» لحقوق العمال المهاجرين و«استغلالًا» لمعاناتهم بعد سنوات من العمل.
بعض المُعلقين أكدوا أن الحادثة ليست الأولى من نوعها مع خطوط إثيوبية، مما يثير مخاوف من تكرار حالات مشابهة — خصوصًا بالنسبة للمهاجرين العائدين من دول الخليج.
دعا كثيرون إلى فتح تحقيق رسمي مع شركة الطيران والجهات المعنية، ومحاسبة كل من ثبت تورطه، وضمان تعويض العمال المتضررين عن «ضياع عمرهم».


