كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا إلى مستويات غير مسبوقة بعد أن أعلنت واشنطن احتجاز ناقلة نفط فنزويلية ضخمة قبالة سواحل فنزويلا في خطوة تُعدّ تصعيداً مباشراً في حملة الضغط الأمريكي على النظام في كاراكاس، وسط تحذيرات من انعكاسات أوسع على الأمن الإقليمي وأسواق الطاقة العالمية.
الاستيلاء على ناقلة النفط
في تصريح رسمي يوم 10 ديسمبر 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات الأمريكية سيطرت على ناقلة نفط كبيرة تُدعى “Skipper” قبالة السواحل الفنزويلية، في أول عملية من نوعها تستهدف ناقلة فنزويلية منذ 2019. وأكد البيت الأبيض أن الناقلة كانت تُقل نحو 1.8 إلى 2 مليون برميل من النفط الثقيل الفنزويلي المتجهة إلى كوبا، وأنها كانت خاضعة لعقوبات أمريكية بسبب نقلها نفطاً مرتبطاً بشبكات غير مشروعة تشمل إيران.
واشنطن قالت إن العملية جاءت ضمن حملة الضغط على حكومة الرئيس Nicolás Maduro وتوسيع نطاق العقوبات الاقتصادية، بينما أدان مادورو والإدارة الفنزويلية هذا الفعل ووصفوه بـ “القرصنة الدولية” وانتهاك السيادة الوطنية. كما أدان رئيس كوبا ميجيل دياز كانيل العملية واصفاً إياها تصعيداً وعدواناً ضد دولة شقيقة.
توسيع نطاق التصعيد
الاحتجاز النفطي يأتي في سياق تصعيد أوسع للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الكاريبي قرب سواحل فنزويلا، حيث تم نشر حاملة طائرات أمريكية وعدد من السفن الحربية، إلى جانب طلعات جوية لطائرات مقاتلة قريبة من المجال الجوي الفنزويلي، بحسب تقارير عدة.
وتعليقاً على التطورات، قال خبراء أن هذا الحشد البحري والجوي لم يقتصر على نشاطات مكافحة تهريب المخدرات كما تصرح به واشنطن، بل يحمل رسائل سياسية وعسكرية ضمن إستراتيجية الضغط على حكومة مادورو ومحاولة عزلها سياسياً واقتصادياً.
💥 أهداف وأبعاد الأزمة
أهداف اقتصادية: استهداف النفط الفنزويلي يضغط على رأس المال الأساسي في اقتصاد البلاد، الذي يعتمد بنحو شبه كامل على صادرات الخام.
أهداف سياسية: يرى مراقبون أن واشنطن تسعى إلى إضعاف موقف مادورو داخلياً وخارجياً، وربما دفعه للقبول بشروط سياسية أو حتى تغييرات نظامية.
ردود فعل دولية: دول مثل كوبا وفنزويلا وصفت العملية بأنها قرصنة وانتهاك للقانون الدولي، ما يفاقم التوتر في المنطقة ويهدد العلاقات بين الولايات المتحدة وسلاسل دول في أمريكا اللاتينية.
🌍 تأثيرات محتملة
الخطوة أثارت مخاوف اقتصادية من تقلبات في أسعار النفط العالمية بسبب المخاطر السياسية التي تتصاعد في قلب أحد أكبر منتجي النفط في العالم، كما أدت إلى تحذيرات من تأثيرات على الأمن الإقليمي في المنطقة الكاريبية وأمريكا اللاتينية.
—
⚠️ خلاصة
الولايات المتحدة ليست فقط تضغط عقابياً على فنزويلا بالعقوبات الاقتصادية، بل ترفع سقف المواجهة إلى حد الاستيلاء على ناقلات النفط ورفع الوجود العسكري قرب السواحل، ما يجعل الأزمة بين واشنطن وكاراكاس من أكثر الملفات حساسية في السياسة الدولية في 2025، مع مخاوف من تصاعد التوتر أو احتمال مواجهة مفتوحة إذا استمرت الخطوات التصعيدية.


