كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بمحاولة خلق “واقع افتراضي” لتبرير الاستيلاء على ثروات بلاده الطبيعية، وعلى رأسها النفط، معتبرًا أن ما تقوم به واشنطن يندرج في إطار حرب سياسية وإعلامية واقتصادية تستهدف السيادة الفنزويلية.
وفي خطاب متلفز، قال مادورو إن الإدارة الأمريكية تسعى لتشويه صورة فنزويلا دوليًا عبر روايات وصفها بالمفبركة، بهدف فرض مزيد من الضغوط والعقوبات، تمهيدًا للسيطرة على موارد البلاد. وأضاف أن ما تتعرض له فنزويلا هو “سرقة ممنهجة” لحقوقها الاقتصادية، مؤكدًا أن بلاده لن تخضع لأي ابتزاز سياسي أو عسكري.
وفي الوقت ذاته، فاجأ مادورو المراقبين بإعلانه الاستعداد للتفاوض المباشر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددًا على أن الحوار لا يزال ممكنًا إذا جرى على أساس الاحترام المتبادل وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وقال إن فنزويلا تفضل الحلول الدبلوماسية على التصعيد، لكنها لن تتنازل عن استقلال قرارها الوطني.
وتأتي تصريحات مادورو في ظل توتر متصاعد بين كراكاس وواشنطن، حيث تتبادل الدولتان الاتهامات بشأن قضايا تتعلق بالعقوبات، وملفات النفط، والاتهامات الأمريكية للحكومة الفنزويلية بالفساد وتهريب المخدرات، وهي اتهامات تنفيها كراكاس بشكل قاطع وتعتبرها ذريعة لإسقاط النظام.
وأكد مادورو أن العقوبات الأمريكية فاقمت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب الفنزويلي، معتبرًا أن هذه الإجراءات تشكل “عقابًا جماعيًا” يهدف إلى كسر إرادة الشعب، وليس الدفاع عن الديمقراطية كما تدّعي واشنطن.
وعلى الصعيد الدولي، تحظى فنزويلا بدعم عدد من الدول التي ترى أن السياسات الأمريكية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، في حين تدعو أطراف أخرى إلى التهدئة وتغليب الحلول السياسية لتفادي مزيد من عدم الاستقرار في أمريكا اللاتينية.
ويرى محللون أن دعوة مادورو للتفاوض مع ترامب تحمل دلالات سياسية مهمة، وقد تعكس محاولة لفتح نافذة دبلوماسية جديدة في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات معقدة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت واشنطن ستستجيب لهذه الدعوة أم تواصل سياسة الضغط القصوى على كراكاس.


