كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 أن كييف تسلّمت من موسكو رفات أكثر من ألف شخص يزعم الجانب الروسي أنهم جنود أوكرانيون سقطوا في الحرب الممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، في إطار عملية تبادل الجثث بين الجانبين التي تستمر رغم استمرار القتال.
وقالت هيئة تنسيق شؤون أسرى الحرب الأوكرانية إن أوكرانيا استلمت 1,003 جثة من موسكو، وأضافت أنه سيتم إجراء الفحوص اللازمة لتحديد هويات الرفات من قبل الجهات المعنية في وزارة الداخلية والجهات القضائية المختصة.
وأوضح المسؤولون في كييف أن تسلّم هذه الرفات يتم بدعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث ساهمت في تنسيق عملية النقل وتسليم الجثث إلى السلطات الأوكرانية لبدء إجراءات التعرف عليها ودفنها بحضور ذويهم أو وفقًا للأنظمة المحلية.
في المقابل، نقلت مصادر إعلامية روسية عن فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، أن موسكو سلمت أوكرانيا رفات نحو ألف جندي أوكراني في العملية نفسها، بينما استلمت موسكو جثث 26 جنديًا روسيًا من كييف، بحسب ما أعلن الجانب الروسي في بيانات رسمية اليوم.
سياق تبادل الجثث في الحرب
تُعد هذه العملية جزءًا من آلية التبادل الإنساني بين روسيا وأوكرانيا التي تستمر منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، رغم استمرار القتال وفشل المفاوضات السياسية في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار أو تسوية سلمية.
وتشكل تبادلات الجثث وتحرير الأسرى من بين القضايا الإنسانية القليلة التي يشهد الجانبان تنسيقًا فيها، بينما تظل الخلافات واسعة في المسائل العسكرية والسياسية.
وقال الخبراء إن عمليات التعرف على الرفات وإعادتها إلى أوكرانيا تحمل أهمية كبيرة لأسر الجنود الذين قضوا في المعارك، إذ تساعد في تقديم الدفن الكريم وإغلاق ملفات المفقودين بعد سنوات من المعاناة والانتظار.
تداعيات وملاحظات
مع أن موسكو تزعم أن الرفات تعود إلى جنود أوكرانيين، فإن عمليات تحديد الهوية لا تزال جارية، في حين تتباين التقديرات حول الخسائر البشرية الحقيقية من كلا الجانبين في الحرب، إذ لا تنشر روسيا أو أوكرانيا أرقامًا رسمية حديثة دقيقة للخسائر في صفوف قواتهما.
كما اعتبر مراقبون أن استمرار هذه العمليات يعكس بُعدًا إنسانيًا جزئيًا في النزاع، لكنه لا يختصر الصراع طويل الأمد الذي يشهد تكبّد آلاف القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين على حد سواء، في حين تبقى جهود التوصل إلى وقف شامل للقتال غير مجدية حتى الآن.


