كتب : يسرا عبدالعظيم
2025 عام الترند.. من الدمى إلى الهواتف الغبية وانفجار الإنفاق العالمي
في عام 2025 لم تعد الترندات الرقمية مجرد موجات عابرة على الإنترنت، بل أصبحت قوة اقتصادية حقيقية توجه إنفاق المستهلكين وتخلق أسواقاً كاملة، بحسب تقارير اقتصادية عالمية.
تحوّل «الترند» إلى عامل رئيسي في قرارات الشراء، فالشركات لا تنتظر فقط الاهتمام الرقمي بمنتجاتها، بل أصبحت تصنع وترتّب إصداراتها خصيصًا لتصبح جزءًا من الترند، ما دفع الجمهور إلى الإنفاق على ما شاهده وتداوله على منصات التواصل الاجتماعي.
أبرز الأمثلة على ذلك في 2025:
ظاهرة دمية لابوبو: بدأت كمنتج بسيط تتحول إلى أيقونة استهلاكية عالمية، حيث حققت شركة بوب مارت إيرادات ضخمة من مبيعات الدمى والإصدارات النادرة—أرباح وصلت إلى مليارات الدولارات مع ارتفاع ملحوظ في القيمة السوقية للشركة، وتحول الدمى النادرة إلى سلع تُباع بعشرات الآلاف في المزادات الثانوية.
الطلب على الفستق الأخضر: لم يعد الفستق مجرد مكوّن غذائي عادي، بل أصبح ترنداً غذائياً ارتفع عليه الطلب رقميًا واقتصاديًا، ما أدى إلى زيادة الطلب على الفستق عبر الأسواق الحقيقية، وارتفاع الأسعار بنسبة ملحوظة وزيادة هوامش الأرباح للمزارعين والمصنّعين.
تغيرات في سوق الهواتف: حتى الهواتف التي تُعرف باسم «الهواتف الغبية» (أي الأجهزة التقليدية الأقل اتصالاً بالإنترنت) شهدت طلبًا متزايدًا، حيث اختار بعض المستخدمين العودة إلى أجهزة أبسط كخيار للابتعاد عن التشتت الرقمي—وهو تحول استطاع أن يعيد تشكيل شرائح كاملة من السوق استجابةً للترندات السلوكية.
باتت الترندات الرقمية تؤثر بشكل مباشر على صناعة المنتجات، وارتفاع الأسعار، وسلوكيات الشراء الجماعية، حتى وصل تأثيرها إلى اتخاذ الشركات لقرارات الإنتاج نفسها بناءً على ما يراه المستخدمون ويتفاعلون معه على المنصات.
هذا التحول يعطي مؤشرًا واضحًا على أن الترند لم يعد مجرد حديث لحظي، بل أصبح مادة خام تُحوَّل إلى اقتصاد حقيقي يدفع أموالاً ويُعيد تشكيل الأسواق في 2025.


