كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أعلنت مصادر طبية ونقابية سودانية أن الحرب الدائرة في شمال دارفور – وتحديدًا مدينة الفاشر – أودت بحياة ما لا يقل عن 25 ألف طفل منذ اندلاع الصراع، فضلاً عن تعرض 45 قاصراً وقاصرة للاغتصاب أثناء محاولتهم الفرار من الفاشر.
تفاصيل الانتهاكات
بحسب تصريح للطبيبة أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الطب الباطني والأوبئة في اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين: الرقم 25 ألف طفل يشمل جميع الفئات من حديثي الولادة حتى عمر 16 عامًا.
وأضافت أن 566 طفلاً أُصيبوا بإعاقات أو جروح خطيرة، نتيجة القصف والملاحقة أثناء التهجير.
أما حالات الاغتصاب — بحسب المصادر نفسها — فمسجلة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2025، أثناء فرار المدنيين من الفاشر إلى بلدة طويلة، حيث تعرض العشرات للعنف الجنسي.
سياق الحرب والانتهاكات في الفاشر
سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر 2025، بعد معارك عنيفة مع القوات الرسمية.
منذ ذلك الحين تُوثّق تقارير منظمات حقوقية مثل Amnesty International مئات من حالات القتل الجماعي، الإعدام خارج القانون، الاعتداء على مرافق صحية، ونهب مقرات مدنية.
كما قالت الوزارة السودانية للصحة إن ما يحصل في الفاشر مخالف للقوانين الدولية للإنسانية، نظراً لاستهداف المدنيين (نساء، أطفال، مسنين) والمراكز الطبية.
الكارثة الإنسانية الحالية
بعد الفرار من الفاشر، تدفّق آلاف النازحين — بينهم أطفال — صوب مخيمات ومناطق نزوح مثل بلدة طويلة، غالبهم بدون عائلات. بعض المنظمات الدولية وثّقت سوء تغذية حاد، أمراض، إصابات، وتعذّر حصولهم على مساعدات إنسانية.
الأهلية النفسية للأطفال معرّضة للخطر بشكل كبير، وهم بحاجة إلى دعم عاجل — طبي، نفسي، ومساعدة اجتماعية لاستعادة بعض من حياتهم.
إدانة دولية ودعوات للمساءلة
منظمات دولية عديدة وصفت ما يحدث في الفاشر بـ«جرائم حرب»، وطالبت بتحقيق وتقاضي المسؤولين عنها.
بينما دعا مسؤولون سودانيون إلى توثيق الجرائم وكشفها للمنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية، لحماية المدنيين وأطفال دارفور من مزيد من الانتهاكات.


