كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تتجه أنظار عشاق السباقات حول العالم إلى سباق ختام موسم 2025 في Abu Dhabi Grand Prix بحلبة مرسى ياس، حيث سيتحدد بطل العالم بعد منافسة شرسة بين ثلاثة سائقين.
المنافسة تحت الضوء
بعد فوز Max Verstappen في سباق Qatar Grand Prix، انتعشت آماله في حسم اللقب، إذ رفع سقف المنافسة ووضع نفسه في قلب المعركة.
يتقدم قائمة المرشحين Lando Norris، الذي كان متصدّر البطولة قبل الجولة الأخيرة بفارق نقاط بسيط يعتمد على نتائجه في السباق الختامي.
بالإضافة إلى ذلك، يملك Oscar Piastri — زميل نوريس — فرصة حقيقية للظفر باللقب في حال قدم سباقاً قوياً، ليصبح الصراع ثلاثياً بينه وبين نوريس وفيرستابن.
لماذا أصبح كل شيء ممكنًا؟
تقارب النقاط بين الثلاثي جعل أي نتيجة في أبوظبي قادرة على قلب الطاولة. بعد فوز فيرستابن في قطر، تقلص الفارق وأصبح معدّل الفوز والنتائج هما الفيصل.
الأخطاء التكتيكية، توقيت دخول الحارات، وقرارات فرقهم الفنية — كلها عوامل قد تحسم اللقب في اللحظات الأخيرة. السباق ليس فقط اختبار سرعة، بل اختبار ذكاء وحكمة.
حلبة مرسى ياس — بطبيعتها — قد تمنح الفرصة لمن يضغط بقوة في البداية أو من يتمكن من إدارة الإطارات والخطة الذهنية والبدنية حتى اللفة الأخيرة.
ماذا ينتظر العالم في أبوظبي؟
الأهتمام العالمي كبير: سباق الختام سيكون محط أنظار وسائل الإعلام وعشاق الفورمولا 1 من كل مكان.
نسخة 2025 ستُذكر ربما كواحدة من أكثر السنوات إثارة — حيث المنافسة لم تنحصر بين اثنين فقط، بل باتت ثلاثية.
في حال تحقق توقعات المتابعين، قد يشهد التاريخ بطلًا مفاجئًا، أو تأكيدًا لعظمة من سبقوه — كل الاحتمالات قائمة.
وحقق نوريس الفوز في أبوظبي في الموسم الماضي بعد أن انطلق فيه من المركز الأول، وكان حينها قد خسر الصراع على اللقب مع فرستابن.
وقال نوريس: «كان موسماً مذهلاً. لدينا سيارة مذهلة. أنا فخور بالجميع في الفريق. شكراً لجميع مشجعينا. أمامنا سباق آخر وسنبذل قصارى جهدنا». وبدا بياستري، الذي تصدر الترتيب العام اعتباراً من سباق السعودية في أبريل (نيسان) إلى سباق المكسيك في أكتوبر (تشرين الأول)، في طريقه لأن يصبح أول أسترالي يتوج ببطولة العالم منذ آلان جونز الذي حقق هذا الإنجاز قبل 45 عاماً، لكنه الآن يتأخر بفارق 16 نقطة عن زميله في الفريق. ويحتاج بياستري إلى الفوز في أبوظبي أو إنهاء السباق في المركز الثاني على أمل أن تأتي نتائج منافسيه لصالحه.
وفي هذا القرن، حدث في مرتين أن تمكن السائق الذي كان يحتل المركز الثالث في الترتيب العام قبل الجولة الأخيرة من انتزاع اللقب في النهاية. وربما يكون فرستابن، الذي يمكنه الانضمام لمايكل شوماخر ليشكل معه السائقين الوحيدين اللذين فازا بخمسة ألقاب متتالية في بطولة العالم، على موعد مع العودة الأكثر إثارة للدهشة على الإطلاق بعد أن كان متأخراً بفارق 104 نقاط عن بياستري في أواخر أغسطس.
وقال الهولندي مبتسماً: «سنبقى في الصراع حتى النهاية»، وذلك بعد فوزه بسباق قطر يوم الأحد الماضي، والذي جاء عقب انتصاره في لاس فيغاس في الأسبوع السابق.
ويحمل سباق أبوظبي ذكريات سعيدة لفرستابن، إذ حقق 4 انتصارات متتالية على الحلبة قبل العام الماضي. ولانتزاع اللقب، يحتاج فرستابن إلى الفوز يوم الأحد إلى جانب عدم صعود نوريس إلى المنصة.
وشهد سباق لاس فيغاس استبعاد سائقي مكلارين ثم تسببت استراتيجية خاطئة في سباق قطر في إهدار فرصة الفوز لبياستري وغياب نوريس عن المنصة. ولكن بالتأكيد، لن يفرط مكلارين، المتوج بلقب الفرق متصدراً الترتيب بفارق كبير والذي حقق ثاني أعلى رصيد من النقاط في موسم واحد على الإطلاق، بسهولة في فرصة تحقيق الثنائية للمرة الأولى منذ عام 1998.
في الوقت الذي تتواصل فيه إثارة الصراع على اللقب، سيسعى آخرون للحصول على جوائز مالية أفضل ومزيد من النقاط لتحسين مراكزهم في الترتيب العام. ويتنافس فريقا مرسيدس ورد بول على المركز الثاني في ترتيب الفرق، وربما تبدو فرصة مرسيدس أفضل في ظل اعتماده على سائقيه جورج راسل وكيمي أنتونيلي بينما تتعلق آمال رد بول بشكل كبير على فرستابن الذي يتصدر المشهد في الفريق.
وسيكون السباق هو الأخير للياباني يوكي تسونودا مع رد بول؛ حيث يحل مكانه الفرنسي إسحاق حجار في الموسم المقبل. ويشكل السباق آخر فرصة أمام فيراري لتحقيق فوز في 2025، وقد اقترب سائقه لويس هاميلتون بطل العالم سبع مرات من إنهاء موسم دون الوقوف على المنصة للمرة الأولى في مسيرته. ويتنافس فريق ألبين المملوك لشركة رينو للمرة الأخيرة بمحركات رينو قبل التحول إلى محركات مرسيدس. ويحمل سباق أبوظبي آخر فرصة أمام السائق الأرجنتيني فرانكو كولابينتو لحصد أول نقطة له في الموسم.


