كتب : دينا كمال
اليوم الثالث للمفاوضات.. والجيش الأوكراني يؤكد تمسكه بالأرض
تتواصل المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والأميركي في ولاية فلوريدا لليوم الثالث على التوالي، في وقت تحرز القوات الروسية تقدماً جديداً على جبهات الشرق الأوكراني.
وفي ظل المساعي الأوكرانية للوصول إلى تسوية “مشرفة”، كما وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، شدّد قائد القوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي على رفض بلاده تقديم أي تنازلات تتعلق بالأرض.
وأوضح سيرسكي في مقابلة أجراها مع شبكة سكاي نيوز أن التفريط في أراضٍ أوكرانية “أمر غير مقبول”، مبيناً أن تحقيق “سلام عادل” يستوجب أولاً وقف القتال على خطوط التماس الحالية، ثم الانتقال إلى طاولة المفاوضات.
وأشار إلى انعدام الثقة في تصريحات الكرملين بشأن رغبته في إنهاء الحرب، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم التحركات الدبلوماسية، ومنها جهود الوساطة التي يقودها دونالد ترامب، كغطاء لمواصلة التقدم العسكري والسيطرة على مزيد من الأراضي.
وأكد سيرسكي أن الجيش الأوكراني سيواصل القتال إذا تعثرت المساعي الدبلوماسية، محذراً من أن مستقبل أوروبا بأكملها مرتبط بنتائج هذه الحرب.
وتعكس تصريحاته خطاً أحمر واضحاً للموقف العسكري الأوكراني، خاصة مع ظهور مسودة الخطة الأميركية التي تتضمن ـ وفق المعلومات الأولية ـ توجهاً نحو تنازل كييف عن منطقة دونباس لصالح موسكو، وهي خطوة سبق أن أكد بوتين تصميمه على تحقيقها “بالوسائل السياسية أو العسكرية”.
في المقابل، أعلن مسؤولون أميركيون أن مبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، عقد خلال اليومين الماضيين محادثات وُصفت بـ”المثمرة” مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، بحضور جاريد كوشنر.
وبحسب الجانب الأميركي، فقد ركّزت الاجتماعات على بلورة مسار يضمن سلاماً دائماً ويحافظ على استقلال أوكرانيا وسيادتها، مع مناقشة نتائج لقاء ويتكوف وكوشنر مع بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، والذي لم يسفر عن توافق حول اتفاق السلام المقترح.
وتشير التقديرات إلى أن عدم إحراز تقدم في هذه المفاوضات قد يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه موسكو وكييف على حد سواء، إذ يعتبر إنهاء هذا الصراع من أبرز أولوياته السياسية.


