كتب : دينا كمال
حظر “روبلوكس” في روسيا يثير احتجاجًا شعبيًا نادرًا
شهدت مدينة تومسك في سيبيريا، يوم الأحد، تظاهرة شارك فيها عشرات الأشخاص اعتراضًا على قرار السلطات الروسية حظر منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس»، في تحرك نادر يعكس تنامي السخط الشعبي تجاه هذا القرار.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تفرض فيه روسيا رقابة واسعة النطاق على الإنترنت، إذ تقيد أو تحجب الوصول إلى عدد من منصات التواصل الاجتماعي، مع اعتمادها على وسائل إعلام ومنصات محلية لنشر روايتها الرسمية، في ظل ظروف الحرب التي تمر بها البلاد.
وكانت هيئة الرقابة على الاتصالات الروسية قد أعلنت في الثالث من ديسمبر حجب منصة «روبلوكس»، مبررة القرار باحتواء المنصة على محتوى غير لائق قد يؤثر سلبًا في التطور الروحي والأخلاقي للأطفال.
وفي تومسك، الواقعة على بعد نحو 2900 كيلومتر شرق موسكو، تحدّى المحتجون درجات الحرارة المتدنية ورفعوا لافتات كُتبت عليها عبارات من بينها «اتركوا روبلوكس» و«روبلوكس ضحية الستار الحديدي الرقمي»، وذلك خلال تجمعهم في حديقة فلاديمير فيسوتسكي.
وأظهرت الصور المتداولة نحو 25 شخصًا يقفون وسط الثلوج، رافعين لافتات أخرى من بينها «الحظر والمنع هما كل ما تستطيعون فعله»، في تعبير عن رفضهم لسياسة القيود الرقمية.
وأثار قرار الحظر نقاشًا واسعًا داخل روسيا حول حدود الرقابة الرقمية، وسلامة الأطفال على الإنترنت، إضافة إلى جدوى الحظر في عالم رقمي يمكن فيه تجاوز القيود التقنية بسهولة.
ويلجأ عدد كبير من المستخدمين الروس إلى الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) للتحايل على القيود المفروضة، في حين تساءل بعض الشباب عن أسباب غياب البدائل المحلية للتطبيقات التي تم حظرها.
في المقابل، عبّر بعض أولياء الأمور والمعلمين عن مخاوفهم من أن تتيح منصة «روبلوكس» للأطفال الوصول إلى محتوى غير مناسب أو التواصل مع بالغين.
يُذكر أن منصة «روبلوكس»، التي يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأميركية، حُظرت في عدد من الدول، من بينها العراق وتركيا، بسبب مخاوف تتعلق باستغلال الأطفال عبر الإنترنت.
وعند إعلان الحظر، أكدت الشركة المشغلة للمنصة التزامها الصارم بإجراءات السلامة، مشيرة إلى أنها توفر أدوات حماية مدمجة تهدف إلى الحفاظ على أمن المستخدمين.
في المقابل، ترى السلطات الروسية أن الرقابة الرقمية ضرورية لمواجهة ما تصفه بـ«حرب معلوماتية» خارجية، ولحماية القيم الثقافية التقليدية من التأثيرات الغربية.


